دعا رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، واشنطن إلى إشراك قواتها البرية للإسراع في القضاء على «داعش»، فيما اتهم كلّ من مجلس نينوى ونائب الرئيس أسامة النجيفي، الحكومة ب «عدم الجدية» في إطلاق عملية لاستعادة مدينة الموصل. وعلى رغم مرور عام على سقوط الموصل بيد مسلّحي «داعش»، ما زالت المعسكرات التي شيّدت قرب أربيل، ويتم إعدادها لخوض معركة استعادة الموصل، تعاني من قلة التجهيز والتسليح، وسط شكوك مسؤولين محليين وعسكريين في قدرة هذه القوات على خوض قتال من دون توافر دعم لوجستي فاعل. ونقل بيان عن نيجيرفان قوله، خلال لقائه مساعد وزير الخارجية الأميركي ممثل «التحالف الدولي» بريت ماكغورك،: «ندعو التحالف إلى المشاركة براً في محاربة تنظيم داعش، وتوسيع دوره للإسراع في القضاء على التنظيم». وأكد المسؤول الأميركي: «مواصلة الضربات الجوية في العراق وسورية، مع أهمية وضع آلية لقطع طريق تدفّق المتشدّدين من دول العالم». في الأثناء، اتهم رئيس مجلس محافطة نينوى بشار كيكي، خلال مؤتمر صحافي عقده في ناحية القوش، الحكومة «بلعب دور المتفرج على المجلس، بسبب تعليق صرف حصة المحافظة من الموازنة، وعدم إطلاق معركة استعادة الموصل التي تؤجَّل من دون مبررات مقنعة، وتعطيل الاستعدادات المدنية المرافقة للمعركة». إلى ذلك، أعلن النجيفي في بيان، أن «معركة استعادة الموصل تلكأت بمسوغات أساسها عدم توافر الثقة، والتردد، وهواجس أطراف سياسية وضعت العصي في دواليب حركة الحكومة، بهدف منعها من تحقيق إنجازات»، لافتاً إلى أن «معركة التحرير لم تحظَ بالاهتمام المطلوب، ما دفع أبناء الموصل إلى الاعتماد على أنفسهم في تهيئة المتطوّعين وفتح المعسكرات، من دون دعم يرتقي إلى الأهمية الاستثنائية للمحافظة». وأعلن في بغداد أمس، تشكيل لجنة عليا للمساعدة في استعادة الموصل ومناطق أخرى، تضمّ نواباً وسياسيين وأكاديميين وقانونيين وأدباء وناشطين، ودعت اللجنة في بيان، «دول المنطقة والعالم إلى دعم العراق لمحاربة داعش، عبر تجفيف منابع الإرهاب». من جهة أخرى، قال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس نينوى هاشم البريفكاني، ل»الحياة»: «كنا عقدنا لقاءات مع الحكومة، وتقدّمنا بشكوى حول قلة التسليح في معسكرات تحرير نينوى وعدم الجدية في تسليح أبناء العشائر، حتى على مستوى قوات الشرطة السابقة التي تحوّلت إلى قوات قتالية نظامية»، وعزا موقف بغداد إلى «التوترات السياسية القائمة التي أثرت في عموم المشهد العسكري، خصوصاً نينوى، في ظل أزمة ثقة بين الكتل والطوائف، لذا يلاحظ أن الحكومة الاتحادية لم تستقر على صيغة محدّدة لإقرار قانون الحرس الوطني». وعن موقف نينوى من إمكان إشراك قوات برية أميركية في معركة الموصل، قال البريفكاني: «قبل أربعة أشهر، سلّمنا السفارة الأميركية مذكرة وقّعها أعضاء المجلس والكتل، نطالب فيها بضرورة تدخل بري لتحرير الموصل، إذا عجزت بغداد». وعن موعد اختيار المجلس محافظاً جديداً عقب إقالة البرلمان المحافظ السابق أثيل النجيفي، قال: «ننتظر أن يبتّ مجلس القضاء الأعلى قرار الإقالة»، مشيراً إلى أن «هناك مدة قانونية لا تتجاوز شهراً واحداً، تتحوّل فيها صلاحيات المحافظ إلى النائب الأول وهو عبدالقادر سنجاري، والنائب الثاني حسن العلاف، ولم يناقش المجلس بعد أسماء محددة لترشيحها للمنصب، والبتّ سيكون بعد صدور قرار المحكمة الاتحادية».