أجرى وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي محادثات مع المسؤولين الأكراد في أربيل للتنسيق في مواجهة «داعش»، فيما أعلنت الحكومة الكردية تحرير 200 من الإيزيدين المخطوفين لدى التنظيم، بينهم عشرات النساء والأطفال. وجاءت زيارة العبيدي بالتزامن مع سلسلة اجتماعات عقدها وفد من محافظة نينوى، برئاسة المحافظ أثيل النجيفي في بغداد، مع الرؤساء الثلاثة، تركزت حول تجهيز معسكر «تحرير نينوى» الذي شيد في أربيل بالأسلحة والمعدات، وسط معلومات عن قرب شن هجوم لاستعادة الموصل. وأفاد بيان حكومي في أربيل أن العبيدي اجتمع مع رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني، بحضور وزير «البيشمركة» ورئيس أركان الجيش العراقي، والمنسق الأمني الأميركي، ومحافظة نينوى أثيل النجيفي، وأشاد «بالبيشمركة لاستعادتها ناحيتي زمار وربيعة»، وشدد على أهمية التنسيق مع القوات الكردية باعتبار «جزءاً من منظومة الدفع العراقية، وضرورة العمل على حل ملفها مع الحكومة المركزية». وأشار البيان إلى أن الجانبين «بحثا في أهمية إشراك العشائر في مواجهة الإرهاب، وتشكيل الحرس الوطني من أبناء المحافظات لتغيير موازين القوى في هذه المرحلة»، فيما شدد نيجيرفان على أن «القصف الذي تشنه طائرات التحالف لا تكفي لدحر الإرهابيين، لأن هذه الحرب تتطلب استراتيجية جديدة، منها دعم القوات على الأرض»، وأكد «أهمية وتأثير ما سيتركه قرار الدول العربية المشاركة في التحالف الدولي». وكان نيجيرفان نفى في تصريح إلى وكالة «اسيوشييتد برس» أن «تكون بغداد أرسلت قوات لاستعادة الموصل»، وأكد أن دور حكومته في العملية «سيقتصر على تقديم المساعدة». في المقابل أعلن النجيفي وجود «مساعٍ لإنشاء معسكر ثانٍ لاستيعاب المتطوعين لتحرير الموصل». جاءت هذه التطورات فيما تستعد أربيل اليوم لاستقبال كبار المسؤولين العراقيين للمشاركة في افتتاح أعمال المؤتمر الأول لمركز «دراسات الشرق الاوسط» الكردي تحت عنوان «الشرق الاوسط في مرحلة انتقالية»، ومبين الحضور رئيس الجمهورية فؤاد معصوم ونائب اسامة النجيفي ورئيس البرلمان سليم الجبوري، ونائبا رئيس الوزراء، بهاء الأعرجي وصالح المطلك، ووزراء الخارجية والنفط والنقل، وقادة أحزاب، والسفير الإيراني في بغداد، ويتوقع أن يطغى ملف «داعش» على الحوارات. وفي سياق آخر، أعلن ممثل شؤون النازحين في الحكومة الكردية نوري عثمان سنجاري خلال مؤتمر صحافي أن «البيشمركة وقوات حماية سنجار المشكلة من الإيزيديين، حررت نحو 70 امرأة و50 طفلاً و80 شاباً ومسناً، كان تنظيم داعش اختطفهم خلال سيطرته على قضاء سنجار (شمال غربي الموصل)»، لافتاً إلى أن «ذلك تم في مناطق قرب زمار وسنجار ضمن عملية معقدة وصعبة ساهمت فيها شخصيات من داخل وخارج الإقليم، وبعد دفع فدية». وكشف مصدر في سنجار أن شخصية لم يحددها «كلفت مهمة استرجاع السبايا الإيزيديات لدى مسلحي داعش في مقابل 700 دولار لكل فتاة»، وأكد أن «بعض اللواتي حررن يعانين أوضاعاً نفسية، وصعوبة في الاندماج مجدداً مع المحيط». وقد أظهر شريط مصور تداولته أخيراً مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة من مسلحي تنظيم «داعش» وهم يتحدثون عن افتتاح سوق للسبايا الإيزيديات وأسعارهن. وقال القيادي في قوة «حماية سنجار» داود جندي ل «الحياة» إن «القوة تمكنت من صد هجوم نفذه مسلحو داعش كانوا معززين بأسلحة ثقيلة على مزار شرف الدين في شمال قضاء سنجار»، ضمن سلسلة هجمات متكررة يشنها التنظيم منذ ثلاثة أسابيع. وذكرت وزارة حقوق الإنسان العراقية في بيان لها أمس أن «تنظيم داعش حدد مهر النساء في محافظة نينوى بمبلغ مليون ونصف مليون دينار (1200 نحو دولار)، وتوعد المخالفين بعقوبة 30 جلدة، وصلب كل رجل دين يقوم بإبرام عقود الزواج خارج محكمة التنظيم في المحافظة»، وأشارت إلى أن التنظيم «فرض غرامة تقدر بنحو 700 ألف دينار عراقي على بائعي السجائر أو الحبس لمدة 15 يوماً وجلد المخالفين 80 جلدة، إضافة إلى تحديد مبالغ الإتاوات على المواطنين من أصحاب سائقي سيارات الحمل بمبلغ 500 دولار و300 دولار للمركبات الصغيرة».