تصل شاحنات إلى سوق الخضروات والفاكهة في مدينة السليمانية الكردية في العراق محملة بمنتجات مزروعة في تركيا تفرغها في متاجر بعضها يبيع أيضاً منتجات مزروعة في إيران. والواجهات في سوق الجملة الرئيسية للخضروات في المدينة ممتلئة بمنتجات من مختلف الأنواع والمصادر بما في ذلك خضروات في غير موسمها، لكن الشىء الوحيد الذي يصعب العثور عليه هو منتج محلي. الخضروات والفواكه التي كانت عادة تزرع في العراق، مثل الخيار والبرتقال والطماطم وحتى البصل، أصبحت تستورد من الدول المجاورة. ويقول كثيرون في السوق أن الأزمة الأمنية في العراق عطلت طرق النقل، ما جعل من شبه المستحيل وصول المنتجات المحلية إلى هذه المنطقة. وعانى قطاع الزراعة العراقي من نقص الاستثمارات والإهمال على مدى عقود. ويقول مسؤولون زراعيون أن البلاد تنتج حالياً 30 في المئة من الغذاء الذي تستهلكه. مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية والبساتين في صلاح الدين وديالى وإلى الشمال الغربي والشمال الشرقي من بغداد إما غمرت بالمياه أو أضرمت فيها النيران أو دمرت. واستولى «داعش» على مساحات كبيرة من شمال العراق منذ حزيران (يونيو) من العام الماضي منها أراض زراعية في محافظتي صلاح الدين ونينوى. وتمكنت القوات العراقية من استعادة بعض الأراضي الزراعية، لكن المزارعين لم يعودوا إليها لزراعتها خوفاً من القصف والمتفجرات التي خلفها المتشددون وراءهم. والعراق من أكبر عشر دول في العالم مستوردة للقمح والرز، ويشتري السلع في إطار برنامج ضخم لتوزيع حصص تموينية مدعومة.