فازت حركة «بيغيدا» المعادية للإسلام في ألمانيا أمس (الأحد) بحوالى 10 في المئة من الأصوات في الانتخابات البلدية في معقلها بمدينة دريسدن (شرق)، ما يشكل نتيجة مفاجئة بعد تراجع عدد المشاركين في تظاهراتها الأسبوعية. وفي أول مشاركة للحركة في الانتخابات، حلت مرشحتها تاتيانا فيسترلينغ رابعة مع 9.6 في المئة من الأصوات في الانتخابات البلدية التي تم تنظيمها بعد استقالة رئيسة البلدية لأسباب صحية. وكان الاستطلاع الوحيد قبل الانتخابات والذي أجرته جامعة «دريسدن التقنية» توقع حصول «بيغيدا» على أقل من 2 في المئة من الأصوات. وتشكل النتيجة نجاحاً ل «حركة الوطنيين الأوروبيين ضد أسلمة الغرب» التي حشدت في ذروة تعبئتها في منتصف كانون الثاني (يناير) الماضي 25 ألف شخص في دريسدن، مع أن التجمعات التالية لم تستقطب سوى أعداد أقل. وتمكنت الحركة المتطرفة قبل أن تضعفها خلافات بين قادتها من الانتشار إلى مدن أخرى متخذة في معظم الأحيان مواقف معادية بشكل صريح للأجانب، ما يتعارض مع شعار بلد «منفتح على العالم» الذي يجمع زعماء الأحزاب السياسية الألمانية التقليدية على ترديده. وحلت في المرتبة الأولى في انتخابات أمس إيفا ماريا ستانغي مرشحة حزب «الاشتراكيين الديموقراطيين» و«اليسار المتطرف» و«أنصار البيئة»، وحصلت على 36 في المئة من الأصوات. وحل في المرتبة الثانية مرشح «الحزب الليبرالي» ب 31.7 في المئة من الأصوات في حين حل مرشح حزب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في المرتبة الثالثة مع 15.4 في المئة من الأصوات، ما يشكل تراجعاً جديداً للحزب في مدينة تضم عدداً كبيراً من أنصار «الحزب المسيحي الديموقراطي». ومن المقرر أن تنظم دورة ثانية في الانتخابات البلدية في الخامس من تموز (يوليو) لأن أياً من المرشحين لم يتمكن من الفوز في غالبية مطلقة. وتظهر أرقام تعود إلى العام 2012، أن دريسدن، إحدى المدن الألمانية ال 15 الكبرى تضم العدد الأقل من الأجانب، ولا يتجاوزون 7 في المئة من سكانها. إضافة إلى أن عدد المهاجرين في مقاطعة ساكسونيا هو الأدنى مع 2.8 في المئة. وكانت فيسترلينغ دعت في خطاباتها الانتخابية إلى «نهضة» للثقافة الألمانية ونددت بطالبي اللجوء الذين «يتركون أسرهم ومواطنهم لأن هناك مكان جميل للإقامة فيه ويمكن الحصول فيه على مساعدة من الدولة».