أوضح المكتب الاتحادي لحماية الدستور أن هناك مخاوف من تزايد المواجهات بين الإسلاميين واليمينيين المتطرفين في ألمانيا العام المقبل، فيما شارك آلاف الالمان في تظاهرة في مدينة دريسدن شرق المانيا ضد "طالبي اللجوء المجرمين" و"أسلمة" البلاد، وتحظى حركة «بيغيدا» بدعم النازيين الجدد ومشاغبي كرة القدم اليمينيين المتطرفين. وقال هانز-جورج ماسن، رئيس المكتب الاتحادي لحماية الدستور، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) في حوار امس: "نرصد تزايدا كبيرا في عدد السلفيين وفي الوقت ذاته نرصد قوة تثير القلق في الأنشطة المعادية للأجانب". وتابع ماسن: إن هذا الأمر سيؤدي إلى زيادة احتمالية حدوث مواجهة بين الطرفين. وأشار ماسن إلى أن "الإرهاب الإسلامي" لا يزال يمثل التهديد الأكبر لأمن ألمانيا كما كان من قبل، موضحا: "التقرير السنوي عن الإرهاب الإسلامي مخيف". إلى ذلك، شارك عدد قياسي بلغ 15 ألف شخص في تظاهرة في مدينة دريسدن شرق المانيا ضد "طالبي اللجوء المجرمين" و"أسلمة" البلاد، وسط تزايد نشاط اليمين المتطرف في البلاد. وتعد هذه التظاهرة التاسعة التي تجري في المدينة فيما يسمى ب"تظاهرات الاثنين" التي تنظمها جماعة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" "بيغيدا". وهتف المتظاهرون "نحن الشعب" وهي العبارة التي هتف بها المتظاهرون المنادون بالديموقراطية في المانياالشرقية قبل ربع قرن في هذه المدينة قبل سقوط جدار برلين. ويهمين على حركة بيغيدا المواطنون العاديون، إلا أنها تحظى بدعم النازيين الجدد ومشاغبي كرة القدم اليمينيين المتطرفين. وفي وقت سابق من الاثنين دانت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الاحتجاجات وحذرت الالمان من "استغلال" المتطرفين لهم، وقالت: إن حق التظاهر لا يصل الى مستوى "اثارة المشاكل والتشهير" ضد الاجانب. ولوح العديد من المتظاهرين بالعلم القومي الاسود والاحمر والذهبي، بينما حمل متظاهر صليبا بنفس الالوان، فيما حمل اخرون لافتات كتب عليها "استيقظوا"، و"لن نخدع مرة اخرى" و"نحن مواطنون ناضجون ولسنا عبيدا". وقال احد المتظاهرين ويدعى مايكل ستورزنبرغر لوكالة فرانس برس: "إن 70 بالمئة من طالبي اللجوء السياسي هنا هم لاجئون اقتصاديون.. لا نريد ان نبقى صامتين حول هذا الوضع بعد الان". وأضاف "لا نريد سيلا من طالبي اللجوء، لا نريد الاسلمة. نريد ان نحافظ على بلادنا وقيمنا. هل هذا امر فظيع؟ هل ذلك يجعلنا نازيين؟ هل هي جريمة أن أكون وطنيا؟". وانتشر مئات من عناصر شرطة مكافحة الشغب لمراقبة التظاهرة، إضافة الى تظاهرة اخرى مضادة تحت شعار "دريسدن خالية من النازيين" و"دريسدن للجميع"، التي نظمتها جماعات مدنية وسياسية وكنسية وشارك فيها نحو 6000 شخص. وأظهر استطلاع أجراه موقع زيت على الانترنت ان نحو نصف الالمان (49 %) يتعاطفون مع مخاوف بيغيدا، بينما قال 30% إنهم يدعمون اهداف المتظاهرين "بالكامل". وقال 73 % من الالمان إنهم قلقون من ان "الاسلام المتطرف" ينتشر، بينما قال 59 % إن ألمانيا قبلت عددا كبيرا من طالبي اللجوء. وصرح وزير العدل هيكو ماس ان المسيرات "تجلب العار" على البلاد، وان المانيا تشهد "تصعيدا في التحريض على المهاجرين واللاجئين وهو الامر الذي وصفه بأنه بغيض ومقيت". وحذر زعيم المجلس المركزي للمسلمين في المانيا امين مازييك من ان حركة بيغيدا يمكن ان تؤدي الى انقسام المجتمع الالماني، وان استخدامها لشعار "نحن الشعب" يهدف الى "تفريقنا الى انتم المسلمون السيئون ونحن الالمان الجيدون". من جهته، طالب رئيس حزب الخضر الألماني المعارض، جيم أوزديمير، الاتحاد المسيحي الديموقراطي في ألمانيا بالابتعاد عن حركة "بيغيدا" المناهضة للإسلام. وقال أوزديمير امس الثلاثاء لبرنامج "مورجن ماجازين" الإخباري بالقناة الأولى الألمانية (إيه أر دي): إنه يتوقع من الأحزاب الشعبية الديموقراطية بصفة خاصة، ولاسيما حزب ميركل المسيحي الديموقراطي وشقيقه الحزب الاجتماعي المسيحي في ولاية بافاريا، الابتعاد عن هذه الحركة. ووجه زعيم الحزب الألماني المعارض انتقادا للحزب الاجتماعي المسيحي في ولاية بافاريا بصفة خاصة؛ بسبب تصريحاته الأخيرة بشأن المهاجرين والتي طالب فيها بأن يتحدث المهاجرون اللغة الألمانية في محيط عائلاتهم. وتابع أوزديمير: "يعد ذلك بمثابة مثال يمنح أتباع حزب البديل لأجل ألمانيا وأتباع حركة (بيغيدا) انطباعا بأن التظاهر لفترات طويلة كاف للتأثير في النهاية على الحزب الاجتماعي المسيحي في ولاية بافاريا، وربما على حزب ميركل المسيحي الديموقراطي أيضا".