لا تزال حركة "بيغيدا" الألمانية تواصل سياساتها المتطرفة ضد المسلمين، وهي الحركة التي نشأت في مدينة درسدن، وتنادي بطرد المسلمين من أوروبا؛ نظراً لعددهم المتزايد الذي قد يؤدي إلى أسلمة أوروبا مستقبلاً، وتحولها إلى قارة ذات أكثرية إسلامية – وفقاً لتصريحاتهم. وتدعو القيادية الجديدة بحركة "بيغيدا"، كاترين أورتيل، أمام 17 ألفاً من مؤيديها، لطرد الإسلاميين، ويرد المؤيدون لها بلافتات كتب عليها: "لا للأسلمة"، و"أوقفوا مجتمع التعدد الثقافي.. الألمانية هويتنا"، و"لا حاجة لنا ببيوت جديدة للاجئين". مشهد تكرر في 13 مظاهرة نظمتها حركة "وطنيون أوروبيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) حتى باتت شعاراتها مكررة، ودعواتها لا جديد فيها، وتراجع زخمها؛ الأمر الذي جعل المراقبين يطرحون سؤالاً: هل أفلست "بيغيدا"؟ "أورتيل" التي تسلمت القيادة بعد استقالة مؤسسها لوتس باخمان، الأسبوع الماضي، إثر الكشف عن صورة للزعيم النازي هتلر وتصريحات معادية للأجانب، طالبت أيضاً – في كلمتها خلال المظاهرة بمدينة دريسدن عاصمة ولاية سكسونيا شرقي ألمانيا – باعتماد نظام الاستفتاءات الشعبية على غرار ما يجري في سويسرا، بحسب ما ذكرته "الجزيرة". وأطلقت الزعيمة الجديدة سهام انتقادات حركتها مجدداً للإعلام الألماني وسياسة بلادها، فوصفت الأول ب"صحافة الأكاذيب"، والثانية بالفاشلة، وطالبت بالتحكم بالهجرة القادمة للبلاد، كما نفت "أورتيل" تقارير إعلامية تشير إلى ارتباط "بيغيدا" بحزب "بديل لألمانيا" الذي تحول مؤخراً من العداء لليورو والاتحاد الأوروبي، إلى التعبير عن موقف رافض للإسلام وانتمائه لألمانيا. أعمال عدائية ضد المسلمين وشهدت ألمانيا في الفترة الأخيرة بعض الأعمال العدائية ضد المسلمين، حيث قام مجهولون بتلطيخ مسجد تحت الإنشاء بمدينة دورماجن، غربي ألمانيا، برسم صلبان معقوفة، وعبارات معادية للأجانب على واجهة المسجد. كما تعرض عضو مجلس الإدارة في "الاتحاد الإسلامي" بمدينة مانهايم الألمانية، "بيغطاش جيزيك"، إلى اعتداء من قبل ثلاثة أشخاص مجهولين أثناء ركنه لسيارته في شارع خلف منزله، الواقع بمدينة مانهايم؛ مما أدى إلى تعرضه لجروح في ظهره. وصم الإسلام بالإرهاب واعتبر ماكس فولف (أخصائي طب نفسي) أن أنصار "بيغيدا" لديهم بالدرجة الأولى مشكلة مع الإسلام الذين يرون فيه "ديناً غريباً مثيراً للمخاوف"، ورأى أن تراجع أعداد المشاركين بمظاهراتهم لا يؤشر إلى اندثار الحركة. كما شددت رئيسة حزب الخضر المعارض سيمونا بيتر على رفضها لأي حوار مع "بيغيدا"، وقالت ل"الجزيرة نت": "إنه ليس هناك أي فرصة للحوار مع أشخاص يروجون للأحكام الجزافية السلبية حول المسلمين واللاجئين، ويثيرون أجواء العداء للأجانب، وعدم التسامح، وربط الإسلام بالإرهاب". تصريحات معتدلة وعبر "تشيلش" المنتمي للحزب المسيحي الديمقراطي بهذا الموقف عن معارضته لتأكيد رئيسة الحزب المستشارة ميركل أن الإسلام ينتمي لألمانيا. من جانبها، شددت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، في تصريحات صحفية على أنه "لا مجال في ألمانيا" لكراهية المسلمين، أو أي أقلية أخرى، مؤكدة أن الإسلام بات جزءاً من ألمانيا، وطالبت مواطنيها بإظهار التسامح تجاه المسلمين. وتشير أرقام حكومية سابقة صادرة عام 2007 إلى أن عدد المسلمين في ألمانيا نحو 3.4 مليون مسلم من أصل العدد الإجمالي لسكان ألمانيا، والبالغ نحو 82 مليون نسمة (أي نحو 4.1% من السكان)، وبذلك يعتبر المسلمون في ألمانيا أكبر الأقليات الدينية بعد المسيحيين (حيث إن البروتستانت والكاثوليك هم الأكثرية). كما تشير التقديرات الرسمية إلى وجود 2500 مصلى في ألمانيا، الكثير منها هي عبارة عن مجرد غرفة لأداء الصلاة. ويوجد في ألمانيا فعلياً 147 مسجداً حالياً.