كشفت مصادر قضائية لبنانية أن التحقيق في التفجير الذي وقع في مرأب أمام مكتب لحركة «حماس» في حارة وحريك (ضاحية بيروت الجنوبية) وتجريه الشرطة العسكرية بإشراف مفوض الحكومة المعاون لدى المحكمة العسكرية القاضي رهيف رمضان، «توصل إلى كشف جميع ملابسات كيفية حصول الانفجار وأسبابه»، موضحة أن «هذا الأمر تجلى بعدما استمع القاضي رمضان إلى إفادة ممثل «حماس» في لبنان أسامة حمدان». وذكرت المصادر إن «حمدان الذي حضر إلى دائرة رمضان أول من أمس، أدلى بإفادة مهمة لجهة جلاء كل ملابسات الحادث»، من دون أن تكشف عن طبيعة ذلك. وتوقعت المصادر أن يختتم رمضان تحقيقاته الأولية في اليومين المقبلين، على أن يسلك الملف طريقه القانوني بالادعاء في الحادثة، مؤكدة استمرار توقيف العنصرين من «حماس» اللذين جرحا في الانفجار. إلى ذلك، أصدر قاضي التحقيق العسكري فادي صوان قراره الاتهامي بحق الكويتي محمد عبدالله ناصر عبيد الدوسري الملقب ب «أبو طلحة» الموقوف مع اثنين آخرين هما السوري سمير حجازي والطاجكستاني محمد زاهامو تياروف بتهمة انتمائهم الى «تنظيم القاعدة وتأليفهم عصابة مسلحة بهدف القيام بأعمال إرهابية، وعقدهم اجتماعات عدة لهذه الغاية في لبنان (مخيم عين الحلوة) وسورية مع مجموعات متطرفة كتنظيمي فتح الإسلام وجند الشام، بهدف جمع الأموال والأسلحة والإعداد لأعمال إرهابية في لبنان وضدّ النظام في سورية». وطلب صوان في قراره عقوبة تصل إلى السجن المؤبد للدوسري ورفيقيه وأحالهم أمام المحكمة العسكرية الدائمة للمحاكمة، بينما سطر مذكر تحر دائم توصلاً إلى معرفة كامل هوية أحمد خالد الدرويش الموجود في مخيم عين الحلوة. وفيما لم يفصح عن وقائع القرار الاتهامي، كشفت مصادر مطلعة أن الدوسري كان أوقف في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، أثناء محاولته دخول لبنان بجواز سفر مغربي مزوّر، وهو كان آتياً من اليونان في 4 كانون الأول (ديسمبر) 2009، ثم أوقف رفيقاه حجازي وتياروف في بيروت بعدما اعترف الأخير بانتمائه إلى «القاعدة» وبمشاركته في الجهاد في أفغانستان وأنه أوقف سابقاً في بلاده عام 2000 مدة سبع سنوات، وكذلك في سورية قبل أن يظهر في لبنان نهاية عام 2009. وذكرت المصادر أن «مجموعة الدوسري مرتبطة بتنظيم القاعدة في أفغانستان وكانت تسعى الى إقامة أرضية للتنظيم في لبنان تهدف الى ضرب قوات يونيفيل، وأنها لهذه الغاية أجرت لقاءات عدة مع مجموعات التنظيم في سورية وعقدت اجتماعات مع مسؤولين من تنظيمي فتح الإسلام وجند الشام في عين الحلوة»، مشيرة الى أن «حجازي وتياروف عملا أيضاً سابقاً مع القاعدة في العراق وسورية وأفغانستان». متفجرة البحصاص على صعيد قضائي آخر، خضع الفلسطيني قميز للتحقيق كشاهد في متفجرة البحصاص التي استهدفت حافلة للجيش اللبناني في 29 أيلول (سبتمبر) 2008 في طرابلس، واستمع إليه أمس المحقق العدلي في القضية القاضي نبيل صاري كما استمع الى إفادة شاهد آخر. يذكر أن قميز ملاحق بعدد من الدعاوى أمام القضاء العسكري والقضاء العدلي في جرائم تتصل بأعمال إرهابية.