أعلنت خلوة «لقاء سيدة الجبل» عن إنشاء «لجنة تحضيرية، للإعداد لإطلاق كتلة لبنانية عابرة للطوائف تحمي لبنان وسلامه الدائم»، مؤكدة أنها ستعمل على أساس «لا تمييز بين إرهاب وإرهاب، فلا يمكن أن نشعر بالاشمئزاز من جرائم «داعش» ونتغاضى عن جرائم الأسد أو نتكتَّم عليها». وأكد المشاركون في توصيات الخلوة السنوية ال 11 في فتقا، بعنوان «انتخاب رئيس واجب ومسؤولية وطنية مشتركة»، ان «ارهاب «داعش» يستدعي أخلاقياً ومنطقياً أن ندين الارهاب الذي يمارس بحق الشعب في سورية والإرهاب الذي يمارس ضد المدنيين في غزة». وأكدوا أن «الإرهاب يطاول الجميع، الأقليات كما الأكثرية. صحيح أن المسيحيين والأقليات يتعرضون للإرهاب والتهجير على يد «داعش» إلا أن معظم ضحاياه من المسلمين. ومن يتعرض للقتل في سورية منذ 3 سنوات ليست الأقليات وإنما الأكثرية». وشددوا على أن «حماية المسيحيين لا تكون من خلال تحالف الاقليات، وهو تحالف يضع المسيحيين في مواجهة عدائية، بل في حال حرب، مع الغالبية المسلمة»، لافتين إلى أن «ربط مصير المسيحيين في الشرق بأنظمة أقلوية مستبدة، تحت شعار تحالف الأقليات، يشوِّه طبيعة الوجود المسيحي كشريك للمسلمين في بناء أنظمة مدنية ديموقراطية، ويلحق المسيحيين بمشروع هيمنة أقلية لا حظ له في النجاح وبدأ بالأفول». وأكدوا أن «ليس هناك حل مسيحي خاص لمشاكل المسيحيين، بل حل شامل لكل مشاكل المنطقة، وللمسيحيين دور فاعل فيه». وأشاروا إلى أن «التجربة اللبنانية في العيش معاً يمكن أن تقدم للمجتمعات العربية التعددية نموذجاً يحتذى به» . وحضر الخلوة ساسين ساسين ممثلاً الرئيس امين الجميل، النائب أحمد فتفت ممثلاً الرئيسين فؤاد السنيورة وسعد الحريري، المطران يوسف بشارة ممثلاً البطريرك الماروني بشارة الراعي، النائب ايلي عون ممثلاً النائب وليد جنبلاط، النواب جان اوغسابيان وغطاس خوري وأمين وهبي، النواب السابقون مصطفى علوش وجواد بولس وسمير فرنجية، الحاكم السابق لمصرف لبنان الشيخ ميشال الخوري، رئيس جهاز التواصل والاعلام في «القوات اللبنانية» ملحم الرياشي ممثلاً ر|ئيس الحزب سمير جعجع، وعليا منصور عن الائتلاف السوري المعارض وشخصيات حزبية ومستقلة. وكان المطران يوسف ذكَّر في كلمته «بوثائق مجمعية أصدرتها الكنيسة المارونية قبل تسع سنوات يجيب مضمونها على تساؤلات وهواجس المسيحيين واللبنانيين». ودعا منسق الأمانة العامة ل «قوى 14 آذار» فارس سعيد الى «توحيد القراءة السياسية وترتيب الأفكار والعناوين والأولويات ثم المبادرة إلى إنقاذ لبنان بالشراكة الكاملة مع المسلمين وتحديد موقعه في عالم عربي جديد ترتسم معالمه في ظل التشويش والفوضى». ورأى أن «الموارنة أخطأوا في اعتبار أن انتخاب رئيس هو من اختصاصهم كما أخطأ المسلمون عندما قالوا ما معناه: فليتفقوا ويبلغونا الجواب، كأنهم بهذا القول يساعدون المسيحيين في انسحابهم من الحياة الوطنية أو في مقاربتهم التبسيطية والتي لم ولن تنتج رئيساً بعد سنة من الشغور». وقال فرنجية: «حماية الوطن تتطلب منا ألا نكرر أخطاء الماضي فنربط الاستحقاقات الدستورية بالصراعات على السلطة في ما بيننا وألا نحولها ورقة يستخدمها الخارج خدمة لمصالحه كما هو حاصل اليوم»، داعياً إلى «انتخاب رئيس فوراً مهمته الأولى منع انهيار مؤسسات الدولة».