رعى البطريرك الماروني بشارة الراعي أمس الاجتماع الأول للجنة التحضيرية المكلفة إعداد مجموعة من الأفكار في شأن قانون الانتخاب الجديد على قاعدة تبني أي قانون يؤمن أفضل تمثيل للمسيحيين في البرلمان ولا يؤدي إلى تذويب صوت الناخب المسيحي في الدائرة الانتخابية ما يفقده التأثير في اختيار النواب. وحضر الاجتماع إضافة إلى الراعي، المطرانان سمير مظلوم وبولس صياح والنواب ألان عون (التيار الوطني الحر) جورج عدوان (القوات اللبنانية) سامي الجميل (حزب الكتائب) والوزير السابق يوسف سعاده (تيار المردة). كما حضر وزير الداخلية السابق زياد بارود ورئيس (مركز عصام فارس للدراسات) عبدالله أبو حبيب، والباحث في الشؤون الانتخابية يوسف زخيا الدويهي ونزار يونس الذي أعد دراسة عن الدائرة الفردية، وممثل عن الانتشار الماروني في العالم. وكان يفترض أن ترفع اللجنة التحضيرية ما توصلت إليه للخلوة المارونية الموسعة التي يستضيفها البطريرك الراعي في الديمان في 25 الجاري ويشارك فيها رئيس «حزب الكتائب» أمين الجميل، ورئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون، وقائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع وزعيم «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية والنواب هادي حبش، ايلي ماروني، سيمون أبي رميا، جورج عدوان، ايلي عون، فؤاد السعد، أميل رحمة. لكن، تقرر تأجيل هذه الخلوة إلى 23 أيلول (سبتمبر) المقبل ريثما تكون اللجنة التحضيرية انتهت من إعداد مجموعة من الأفكار الانتخابية. وعلمت «الحياة» أن المشاركين في الاجتماع التحضيري طرحوا مجموعة من الأفكار في شأن تقسيم الدوائر واعتماد النظام النسبي من دون الدخول في التفاصيل، وأن البطريرك الراعي بقي مستمعاً طوال النقاش بعدما اكتفى بالتشديد على ضرورة الوصول إلى قانون يؤمن أفضل تمثيل للمسيحيين في الانتخابات. وبحسب المعلومات، فإن بارود رأى أن هناك حاجة لاعتماد النسبية في الدوائر الانتخابية المتوسطة، فيما اقترح أبو حبيب اعتماد الصوت الواحد للرجل الواحد بينما دافع يونس عن الدائرة الفردية التي كان طرحها البطريرك الماروني السابق نصرالله صفير في مناسبات عدة. وكشفت مصادر مقربة من المجتمعين أن النائبين عون وعدوان والوزير السابق سعادة لم يعترضوا على النظام النسبي مع انهم لم يدخلوا في تفاصيل تطبيقه ولا في تقسيم الدوائر الانتخابية، فيما تردد النائب الجميل في الموافقة عليه مشدداً على أن الكتائب مع أي قانون يدفع في اتجاه تأمين أفضل تمثيل للمسيحيين في البرلمان ولا يشعر الفريق الآخر بأنه مستهدف. وأكدت المصادر نفسها أن المشاركين أجمعوا على ضرورة أن يأتي قانون الانتخاب ميثاقياً وأن لا تشعر أي طائفة بأنها مغلوبة، وإلا فإن قانون الانتخاب لن يرى النور في المجلس النيابي وهذا ما لفت إليه البطريرك الراعي لدى افتتاحه الاجتماع، مضيفاً «اننا لم نجتمع هنا ومعنا أفكار مسبقة أو قانون جاهز وإنما لحاجتنا إلى تبادل الرأي ومحاكاة الطوائف الأخرى». ورداً على سؤال، قالت المصادر عينها إن المجتمعين لم يطرحوا على بساط البحث جعل لبنان دائرة انتخابية واحدة مع اعتماد النظام النسبي، ولا جعل المحافظات الخمس دوائر انتخابية، مشيرة إلى أن مثل هذه الطروحات بقيت خارج البحث بإجماع الحضور. وأضافت: «تم الاتفاق على أن يعقد أعضاء اللجنة التحضيرية اجتماعات متواصلة من أجل التوصل إلى أفكار وصيغ مشتركة على أن تعرض على البطريرك الراعي قبل موعد انعقاد الخلوة المارونية الموسعة». وذكر بيان صادر عن الدائرة الإعلامية في بكركي أن الاجتماع خصصت للتداول في قانون الانتخاب وأن المجتمعين استعرضوا المشاريع المطروحة ومقاربتهم لها وأكدوا أهمية التوصل إلى قانون يعكس أفضل تمثيل ميثاقي للمكونات اللبنانية على أن يعرض على الاجتماع الموسع الذي سيدعو إليه البطريرك الراعي في بكركي في النصف الثاني من أيلول.