تعرّضت مدينة تعز لأعنف قصف حوثي، وشهدت اشتباكات استُخدمت خلالها المدفعية والدبابات. وتواصلت المواجهات بين مسلحي جماعة الحوثيين وقوات الجيش الموالية لهم وبين أنصار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، في محافظات أبين وشبوة ومأرب وتعز والضالع، في حين كثّف طيران التحالف غاراته على مواقع عسكرية ومخازن للسلاح في صنعاء ومحيطها. وقصف للمرة الأولى منذ بدء الغارات مواقع حكومية يسيطر عليها الحوثيون في محافظة ريمة (شرق الحديدة). وجاءت هذه التطورات غداة مغادرة وفد حوثي إلى مسقط، في سياق مساعٍ تبذلها سلطنة عُمان للتوصل إلى حلول سلمية للأزمة اليمنية، في حين دعا الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في كلمة لمناسبة ذكرى الوحدة اليمنية، إلى إنهاء الاحتراب الداخلي واستكمال الحوار بين القوى اليمنية. وحض أنصاره على التصدي لعمليات قوات التحالف. مصادر المقاومة المسلحة الموالية لهادي تحدّثت أمس عن مواجهات عنيفة مع الحوثيين في مفرق الصعيد بمحافظة شبوة (وسط)، وقالت أن مسلحي القبائل يحرزون تقدُّماً في هذه الجبهة، بعد غارات للتحالف استهدفت الحوثيين. تزامن ذلك مع مواجهات في محافظة أبين المجاورة، ما بين منطقتي أحور وشقرة استخدم فيها كل أنواع الأسلحة الثقيلة، بما فيها صواريخ «كاتيوشا» وقذائف المدفعية. كما أكدت مصادر محلية أن معارك كرّ وفرّ تشهدها منطقة عكد قرب مثلث أمعين في مديرية لودر. وتواصل القصف المتبادل والمواجهات في محافظة الضالع، وضرب طيران التحالف معسكر قوات الأمن الخاصة في منطقة قعطبة، في حين شهدت مدينة تعز اشتباكات عنيفة استخدمت خلالها المدفعية والدبابات وقذائف «هاون». وأكدت مصادر طبية ل «الحياة» مقتل سبعة أشخاص في مواجهات دارت أمس في أحياء «الجمهوري والروضة والشماسي وحوض الأشراف والإخوة» وسط المدينة. وضربت طائرات التحالف مواقع عسكرية في منطقتي عطان وعصر غرب العاصمة، واستهدفت مقر كلية الطيران قرب منزل هادي وقاعة المؤتمرات قرب المبنى الجديد للبرلمان. كما طاول القصف الجوي معسكرات قوات الاحتياط وضبوة جنوباً، وامتد إلى مواقع في جبل ضين شمالاً، واستهدف معسكر المطار في مديرية القفلة ومواقع في مديرية العشة بمحافظة عمران. وسُمِع دويُّ انفجار ضخم جنوب العاصمة، وشوهدت سحابة ضخمة من الدخان بعد تدمير مخازن للصواريخ والقذائف. وللمرة الأولى منذ بدء عمليات التحالف، قصف الطيران مواقع في محافظة ريمة شرق مدينة الحديدة، وأفاد شهود بأن الغارات استهدفت المجمع الحكومي في مديرية كسمة ومبنى الأمن في مديرية الجعفرية، ما أدى إلى مقتل سبعة أشخاص بينهم قادة حوثيون. واحتدمت المعارك غرب مدينة مأرب وشمالها، على جبهتي صرواح والجدعان، وروى شهود أن قوات الحوثيين استعادت السيطرة على جبل المصلاب من أيدي مسلحي القبائل الموالين لهادي. وامتدت غارات التحالف إلى محافظة الحديدة، حيث طاولت معسكر اللواء العاشر في الحرس الجمهوري في باجل وقلعة الحديدة، كما قُصِفَت مواقع للحوثيين وقوات الجيش الموالية لهم في التواهي وخور مكسر وكريتر في مدينة عدن (جنوب). وأعلنت الجماعة أمس أنها «طهّرت منطقتي المجحفة والحمراء في محافظة لحج المجاورة، من أنصار هادي وعناصر تنظيم القاعدة». وفيما طاول القصف الجوي مواقع الحوثيين على طول الحدود الشمالية الغربية في حرض ومثلث عاهم ومناطق في صعدة حيث معقل الجماعة، ذكرت مصادر المقاومة المسلحة المؤيدة للرئيس هادي أنها استهدفت دورية حوثية في مديرية باجل في محافظة الحديدة، ما أدى إلى مقتل شخصين.