لليوم السادس واصلت طائرات التحالف العربي المشاركة في «عاصفة الحزم» غاراتها على مواقع عسكرية يسيطر عليها الحوثيون والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح، إذ قصفت مخازن أسلحة ومواقع للدفاع الجوي وخطوط إمداد في صنعاء وصعدة وإب والحديدة وحجة كما تدخلت لإسناد مسلحي القبائل واللجان الشعبية الجنوبية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي في عدن وشبوة ولحج والضالع في ظل استمرار المواجهات العنيفة في شوارع عدن. وفيما امتد القصف ليشمل مواقع الحوثيين على الحدود الشمالية الغربية تحدثت مصادر طبية وحقوقية عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين في مدينة يريم التابعة لمحافظة إب وقرب مدينة حرض التابعة لمحافظة حجة، في وقت يتكتم الحوثيون على الخسائر في صفوف مسلحيهم. وطاولت الغارات في صنعاء قاعدة الديلمي الجوية ومعسكر اللواء 102 في الجميمة ومواقع الدفاع الجوي في منطقة صرف شمال شرقي المدينة وسلاح المهندسين ومقر اللواء الثالث حماية رئاسية ومقر قيادة ما كان يسمى «الفرقة الأولى مدرع» في الشمال الغربي من العاصمة. وكانت ضربات جوية استهدفت مساء الإثنين مخازن الصواريخ في فج عطان غرب صنعاء ما تسبب في تفجيرها وتواصل الانفجارت وتصاعد ألسنة اللهب داخلها ساعات مع تطاير الشظايا والقذائف إلى مختلف الأحياء السكنية المجاورة وسط هلع الأهالي ونزوحهم إلى أحياء متفرقة من العاصمة. وأفادت مصادر عسكرية «الحياة» أن الضربات الجوية لطائرات التحالف العربي الذي تقوده السعودية إلى جانب عشر دول استهدفت مواقع الدفاع الجوي في ميناء المخا وقاعدة الحديدة كما ضربت قاعدة طارق الجوية في تعز والدفاعات الجوية للواء 22 حرس جمهوري في المدينة نفسها. وأضافت أن القصف شمل أمس مواقع للواء 33 مدرع في محافظة الضالع الجنوبية، حيث تشهد المدينة التي تحمل الاسم ذاته والجبال المحيطة بها اشتباكات متواصلة بين اللواء الموالي لجماعة الحوثيين والرئيس السابق علي صالح من جهة ومقاتلي «الحراك الجنوبي» ومسلحي»اللجان الشعبية الموالية للرئيس هادي الذين استعانوا أمس بالدبابات والمدفعية في قصف مواقع خصومهم، من جهة أخرى. وفي محافظة شبوة (وسط) قالت مصادر قبلية وعسكرية أن أكثر من 30 مسلحاً سقطوا أمس قتلى وجرحى في المواجهات المستمرة لليوم الثالث بين القبائل ومسلحين حوثيين في مديرية بيحان، مؤكدة تدخل طائرات التحالف لضرب المواقع الحوثية. وفي عدن حيث آخر معاقل الرئيس هادي تواصلت المواجهات أمس بين أنصاره والقوات الموالية لصالح وجماعة الحوثيين بمختلف أنواع الأسلحة وطاول القصف المدفعي والصاروخي أحياء سكنية في شرقي المدينة وشمالها وحول المطار، وأكدت مصادر طبية مقتل 22 شخصاً على الأقل. وقالت مصادر قريبة من الحوثيين إن قواتهم أحكمت السيطرة على منطقة العريش في مديرية خور مكسر، وقامت بتطهيرها من أنصار هادي المسلحين في ظل تواصل المواجهات في دار سعد وجولة كالتكس ومناطق أخرى من المدينة في هيئة كر وفر وفي ظل نداءات إنسانية لتجنيب المناطق السكنية التي باتت تعاني نقصاً في الخدمات والمخزون الغذائي. وفي صعدة حيث معقل جماعة الحوثيين قصفت الطائرات مواقع عسكرية في غارات اليوم الخامس وامتد القصف ليشمل مناطق على الشريط الحدودي حيث أكد شهود ل«الحياة» أن قصفاً جوياً وبرياً بالمدفعية استهدف مناطق الحصامة ومديرية شدا وعقبة بسباس أسفل سلسلة جبال رازح ومديرية الظاهر ومناطق قرب جبال مران. وامتد القصف غرباً إلى منطقة «الجمرك القديم» في حرض مستهدفاً مواقع يعتقد أنها للحوثيين وذكرت مصادر محلية أن ضحايا مدنيين سقطوا أثناء القصف وتم نقلهم إلى المستشفيات في مدينة حرض دون أن تحدد عددهم، في وقت قدرت مصادر محلية في صعدة سقوط أكثر من 100 مسلح حوثي خلال الغارات التي استهدفت مناطق المحافظة. وضربت الغارات للمرة الأولى أهدافاً في محافظة إب، إذ استهدفت مواقع قرب مدينة يريم (130 كلم جنوبصنعاء) حيث نقطة للحوثيين ومعسكر اللواء 55 التابع لما كان يسمى «قوات الحرس الجمهوري» التي قام هادي بعد توليه السلطة بتفكيكها ضمن خطة لإعادة هيكلة الجيش. وأفاد شهود ومصادر طبية بأن شظايا القصف أصابت محطتين للوقود ومخزناً للغاز ما أدى إلى نشوب حريق هائل وصل إلى منازل مواطنين ما أدى إلى مقتل 12 على الأقل بينهم أطفال وإصابة العشرات بحروق متفاوتة. وفي خطوة هي الأولى منذ بدأ طيران التحالف العربي شن غاراته أرسلت إيران أمس مساعدات طبية وغذائية إلى اليمن على الرغم من الغارات الجوية المستمرة، وقالت مصادر إيرانية في طهران إن المساعدات تشمل 19 طناً من الأدوية ومعدات طبية ومساعدات غذائية ونقلت جواً إلى الأراضي اليمنية، دون الكشف تحديداً عن المنطقة التي وصلت إليها. وينقسم اليمنيون في شكل حاد بين مؤيد للعمليات العسكرية للتحالف العربي وبين رافض لها، فيما تزداد المخاوف من أن يطول أمد الصراع في اليمن دون التوصل إلى حلول سلمية تحول دون انزلاق البلد الفقير في دوامة حرب أهلية تغذيها النزعات المذهبية والمناطقية.