تشهد سوق الأسماك في الرياض حالياً طلباً متزايداً مع دخول فصل الشتاء، في حين لا تزال أسعار الأسماك مرتفعة مقارنة بموسم الصيف، على رغم تراجعها أخيراً. ويقول مالك مؤسسة توريد وبيع السمك في سوق الجملة بالرياض أحمد الزهراني ل «الحياة»: «إن موج البحر يسهم في تحديد سعر الأسماك، ففي حال كان البحر هادئاً يزيد إقبال الصيادين على الصيد، وزيادة كميات الأسماك، وبالتالي تراجع السعر أول على الأقل ثباته، في حين أن عدم مناسبة الأجواء تؤدي إلى تراجع معدل الصيد، كما أن الجهات المعنية تقوم بمنع الصيادين من دخول البحر للصيد». وأشار إلى أن أسعار السمك شهدت تراجعاً كبيراً خلال الفترة الأخيرة، على رغم أنها لا تزال مرتفعة مقارنة بموسم الصيف، فمثلاً سمك الكنعد الذي كان يباع ب 55 ريالاً للكيلو تراجع إلى 40 ريالاً. وذكر أن أسعار السمك ترتفع عادة في فصل الشتاء، بسبب زيادة الطلب من جهة ودخول عوامل أخرى تأثر على السعر، كما يرتفع الطلب على الأسماك في آخر الأسبوع. وأضاف أن محال الأسماك في سوق الجملة بوسط الرياض تديره العمالة الوافدة، خصوصاً الهندية والبنغالية، ولا تتجاوز المحال التي يديرها سعوديون 4 محال، والبقية تقوم عليها العمالة التي تستأجرها من ملاكها الرسميين بمبالغ أسبوعية، داعياً إلى الاهتمام بالسوق من ناحية الصيانة والنظافة والتنظيم الذي يكاد يكون معدوماً. من جهته، أشار أحد مشرفي محال بيع الأسماك سيد العدوي إلى أن أسعار الأسماك في الفترة الحالية ليست مستقرة وتشهد تذبذباً في السعر بشكل يومي، وهذا يعود إلى السوق الأساسية في المنطقة الشرقية، خصوصاً سوق القطيف الذي يأتي منه معظم السمك لسوق الرياض، لافتاً إلى أن السمك يباع في الأساس ب «المن»، وهو عبارة عن كمية من السمك يصل وزنها إلى 16 كيلو غراماً، والبيع والشراء يكون من خلال المزادات عليها. وعن الأسماك الأغلى سعراً في السوق المحلية، قال العدوي يعتبر سمك «الناجل» وهو أحد فصائل الهامور الأغلى في السوق ويباع الكيلو بسعر 85 ريالاً، ويعود سبب ارتفاع سعره إلى ندرته وجودة لحمه وصعوبة صيده، إذ يوجد في مناطق بعيدة عن الشاطئ كما أن الطلب عليها مرتفع. وقال إن أرخص أسعار السمك هو السردين الذي يبلغ سعره 5 ريالات للكيلو، ومن يشتريه بكثرة هم الجالية الشرق آسيوية، خصوصاً الفيليبينية. وعن الطلب على الأنواع الأخرى من الكائنات البحرية المتنوعة، قال بائع الأسماك أحمد سعيد إن السعوديين يحرصون على شراء الجمبري، والطلب يتزايد عليه بشكل مستمر، ويكون ذلك على حساب أنواع أخرى، ويتراوح سعره حالياً ما بين 35 إلى 55 ريالاً بحسب حجم الجمبري. وعزا ارتفاع السعر إلى صعوبة صيده لوجوده في قاع البحار وفي مناطق معينة، إضافة إلى منع صيده الذي يصل إلى 6 أشهر سنوياً، مشيراً إلى قرب انتهاء فترة السماح بالصيد بعد شهر من الآن، وبالتالي يتحول الاستهلاك من الطازج إلى المجمد. وأشار العدوي إلى أن السعوديين يحرصون على شراء أنواع معينة من الأسماك كالشعور والهامور والكنعد، وهي تمثل 90 في المئة من الطلب على السمك في منطقة الرياض للسعوديين. وقال إن فترة الشتاء تشهد تراجعاً في المعروض من السمك، في مقابل ارتفاع الطلب، وعلى النقيض من ذلك يرتفع المعروض في الصيف مع هبوط الطلب، بسبب اتجاه الكثيرين في فترة الصيف إلى السفر وقضاء إجازتهم، خصوصاً الوافدين الذين يمثلون غالبية مرتادي السوق، وهو ما أسهم في انخفاض السعر في تلك الفترة.