على رغم أنني غير متابع جيد لهذا النوع من الجوائز، وهذه العينة «الفريدة» من الكتاب، فإنني أستطيع أن أزعم أنها تأتي في إطار تسويقي، يعتمد بالدرجة الأولى على العلاقات العامة، أو على نفوذ مالي بشكل أو آخر. «الأدب الحقيقي لا يحتاج إلى جائزة تعلي من شأنه... الأدب الذي يحتاج إلى هذا النوع من «الرافعات» أدب معتل، غير قادر على الحركة إلا من خلال هذا «الحمل الكاذب»...» بالنسبة إلى الجوائز المحلية، أعتقد أنها مازالت تفتقر إلى الحرفية. هناك نوع من الارتجال يغلب على معظمها. لا ندري كيف ترشح الأعمال، وكيف تقوّم، وكيف تفوز أو تخسر؟! لا بد من معايير صارمة ومنهجية واضحة وتنوع أيضاً. لا يكفي أن تنهض مؤسسة ما بجائزة معينة عن الشعر مثلاً، فتتناسخ جوائز الشعر في المؤسسات الأخرى. هناك زاوية مهملة وعلى الأندية والجمعيات أن تبحث عنها. عندها سيصبح لكل ناد أو جمعية جائزة خاصة: للشعر، وللرواية، وللقصة القصيرة، وللدراسات النقدية، وللدراسات الفكرية والاجتماعية، وللمسرح، وللأغنية، وللتشكيل، وللمقالة الصحافية، وللتصوير الفوتوغرفي... وصولاً إلى الفنون الحديثة التي تحفل بها مواقع التواصل الاجتماعي. على كل ناد أو جمعية ملء فراغ ما. حتى الوزارات، مثل وزارة التعليم، عليها أن تختص بالجوائز التي تحض الأطفال والطلاب على الابتكار والتجديد، سواء في الجوانب العلمية أم الفنية أم الرياضية... الجوائز - إذا ضبطت بمعايير علمية وبمنهجيات واضحة - محرض على الإبداع، وهي كذلك تنظيم للفوضى التي نعيشها... الفوضى التي يعتاش عليها أولئك الكتاب «العالميون» الذين لم نقرأ لهم أبداً.