يسعى المغامر المصري عمر سمرة إلى تسجيل رقم قياسي عالمي، بالذهاب إلى الفضاء بعد صعوده أعلى قمم جبال بقارات العالم المختلفة، وقيامه برحلة للقطبين الشمالي والجنوبي. وفي طفولته شخَص الأطباء على أنه مريض بالربو، وبالتالي رأوا انه غير مؤهل لممارسة أنشطة بدنية مُجهدة. لكن حلمه بأن يصبح مغامرا أصبح ممكناً وعمره 15 عاماَ، إذ أجرى تدريبات شاقة ليجعل جسمه قادراً على تحمل آثار تسلق الجبال والرحلات الطويلة. وعقب عودته من القطب الشمالي، عقد عمر سمرة مؤتمراً صحافياً في القاهرة شرح فيه خططه المستقبلية، ووصف تحديه القادم. ويعتزم سمرة حالياً أن يصبح أول مصري يذهب للفضاء، بعدما أكمل تحدي "غراند سلام". وقال إنه "يتمنى أن يرفع اسم بلده مصر على الأرقام العالمية، ويثبت لمواطني بلده أنهم يستطيعون إنجاز أي شيء". وقال سمرة "أتطلع إلى الذهاب إلى الفضاء العام المقبل، ولو استطعت سأصبح الأول في التاريخ الذي يجمع بين هذه التحديات، وهو بالنسبة لي هدفي الأكبر. وأضاف "نحن نستطيع أن نرفع اسم مصر في أي مجال، وبحكم التضاريس والمناخ هنا لا يمكننا أن نكون متمرسين في هذه التحديات". وأصبح سمرة في العام 2007 أول مصري يتسلق قمة جبل "افرست". وزعم الآن أنه من بين 40 شخصاً نجحوا على مر التاريخ في إتمام تحدي "غراند سلام". واختير في العام 2012 للذهاب إلى الفضاء، عقب تفوقه على 112 منافساً في مسابقة عالمية. ولإتمام تحدي "غراند سلام" يتعين على المشارك تسلق قمم جبال "كليمنجارو" في تنزانيا، و"بروس" في روسيا، و"هرم كارستنز" في اندونيسيا، و"فينسون ماسيف" في انتاركتيكا، و"اكونكاجوا" في الأرجنتين، و"مونت ماكنلي" في أميركا الشمالية، ويسافر إلى القطب الجنوبي في انتاركتيكا، والقطب الشمالي في المحيط المتجمد الشمالي. ويعتبر سمرة أنه الشخص رقم 33 في العالم الذي يكمل هذا التحدي. وأشار سمرة إلى أن "التحدي يتطلب تسلق سبع قمم، والوصول إلى القطب الجنوبي والقطب الشمالي، وأنا اعتبر من الأربعين شخص الذين حققوا هذا التحدي". وأُغلق برنامج وكالة الطيران والفضاء الأميركية "ناسا" في العام 2011، بسبب زيادة التكلفة لكن شركات خاصة لتنظيم رحلات للفضاء، بدأت بهدف تشغيل رحلات اقتصادية للفضاء. وأوضح سمرة أنه يرغب في أن يكون جزءاً من مستقبل تكون فيه رحلات استكشاف الفضاء سهلة، مثل رحلات الطيران التجارية. ويرى سمرة أنه "ستحدث سهولة كبيرة في البحث العملي والسفر، إذا حدثت ثورة في عالم السفر للفضاء". وقال سمرة "اعتقد أنه باستطاعتنا مستقبلاً جعل الفضاء مفتوحاً للناس جميعاً، أي بالإمكان السفر إلى أبعاد كبيرة جداً، والوصول إلى نقطة أخرى على الأرض بعدد ساعات أقل مما هو عليه الآن بالرحلات التجارية، وهذا ما ستحققه التجارب التي نود أن نقوم بها في الرحلة إلى الفضاء". وأشاد سمرة بنظيره المغامر المصري أيضاً، محمد سلام المرشح للسفر إلى المريخ. وقال إن نجاح رحلتيهما سيلهم الشبان المصريين بتجاوز العقبات التي يضعها المجتمع. وذكر سمرة أن "تحقيق هذه التحديات فيها مسؤولية، وهي إثبات للجميع ، وخصوصاً للأطفال أن المصريين باستطاعتهم تحقيق التحديات والوصول إلى الفضاء، ما سيجعلهم يصنعون لأنفسهم المزيد من التحديات، ويسهل عليهم تجاوز العقبات في المستقبل". ومن المتوقع أن يقوم سمرة برحلته إلى الفضاء في العام 2016. وهو يتابع عن كثب حالياً تطوير مركبة الفضاء التي ستنقله إلى حيث يتحقق حلمه.