أكدت نائبة رئيس البعثة الديبلوماسية الفنلندية في الرياض «أولا مايا نيفالاينين»، بعد لقائها بمجموعة من السيدات السعوديات في حفلة استقبال أقامتها بهدف التعرف على المرأة السعودية أنها لمست مدى سهولة إقامة حوارات غنية مع السعوديات ممن يعملن في جهات متعددة، وأن ما دار معهن من حوارات غَيّر قليلاً من وجهة نظرها حول المرأة السعودية، «لكن ليس بقدر كبير، نظراً إلى محدودية عدد النساء اللواتي التقيت بهن بشكل شخصي». تقول نيفالاينين: «بعد لقائي بمجموعة مختلفة الأعمار والتخصصات الدراسية والمهنية، وجدت أن السعوديات لا يختلفن عن نساء العالم، ما عدا الاختلاف المظهري، إذ تلبس السعوديات العباءة بحسب العادات والتقاليد، ما يجعل البعض يتوقع أنهن نائيات ومنعزلات عن الآخرين». وأوضحت، أن من التقت بهن كن من النساء العاملات، وفي الوقت نفسه وجدت أن غالبية السعوديات يشكلن ربات بيوت مقارنة بالمرأة الفنلندية والأوروبية بشكل عام، إذ إن الأخيرات يشغل معظمهن وظائف خارج المنزل ويملكن مشاركة قوية في قطاعات الأعمال، وهو ما يمكن ملاحظته بوضوح. وعزت «أولا» ذلك إلى الحروب التي خاضها الشعب الفنلندي خلال النصف الأول من القرن الماضي، إذ تطلب الأمر مشاركة جميع الأيدي بما في ذلك الأيدي النسائية لإعادة بناء الوطن، وما تبع ذلك من ضعف الحال الاقتصادية وعوائد الدخل لكثير من العائلات، ما دفع بالمرأة إلى العمل لتوفير الحاجات الأساسية من غذاء وملبس لعائلتها. تقول أولا: «اضطرت والدتي على سبيل المثال إلى العمل أوقاتاً طويلة خارج المنزل، على رغم أننا ننتمي إلى عائلة كبيرة، وبالطبع فنلندا ناضلت كثيراً لتعويض خسائر تلك الحروب وهو ما أدى أخيراً إلى تطور الاقتصاد وقطاعات الأعمال»، وتشجع أولا الديبلوماسيات لمزيد من التفاعل من هذا النوع، مؤكدةً أن مغزى عمل الديبلوماسيين يكمن في التفاعل مع المجتمع المحلي والتعرف على المواطنين السعوديين وفهم طبيعة حياتهم وتقاليدهم وأعرافهم بشكل مباشر، عوضاً عن قراءة ذلك في الكتب أو التقارير، وان مثل هذه الحوارات والتفاعلات ستسهم في رفع مستوى الوعي وإبراز الصورة الإيجابية للمرأة السعودية، كما تأمل أن تُحدث هذه اللقاءات نوعاً من التثقيف المتبادل للمرأة والمجتمع السعودي بأنماط حياة المجتمعات في الدول الأخرى. وأشادت نائبة رئيس البعثة الفنلندية بما تقرأه في وسائل الإعلام المحلية عن تقدم المرأة السعودية في مجال الأعمال وشغلها الكثير من المناصب القيادية في القطاع الاقتصادي السعودي، منوهة بأن لقاءها بسيدات من الغرفة التجارية في الرياض كان مثرياً، إذ فاجأها وجود قسم تشغيلي نسائي خاص، وأنه سيسعدها أن تنقل هذه الصورة الحسنة والحضور القوي للمرأة السعودية في كل قطاعات الأعمال، مشيرة إلى شغل المرأة السعودية لمناصب وزارية ومناصب استشارية من خلال مشاركتها في مجلس الشورى، كما أشادت بالدور الفعّال الذي تلعبه السعوديات في مجالات الصحافة والفن والتأليف. ورداً على سؤال ال «الحياة» بخصوص تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي الذي تناول مؤشر الفجوة بين الجنسين، الذي احتلت فيه السعودية الترتيب 130 من أصل 134 دولة، وحول ما إذا كانت تعتقد أن المرأة لا تزال تحاول اللحاق بالرجل في القطاعات المختلفة، وهل ترى أن السعوديات يواجهن تحدياً للتغلب على ما يعوقهن محلياً ودولياً؟ أجابت بقولها: «إنها ستكون سعيدة حين يسمح للمرأة بالإسهام أكثر في مختلف المهن والقطاعات، فهي تمثل نصف عدد السكان وبالتالي هي نصف الموارد المتاحة، إذ سيكون لها دور في إثراء عمليات التخطيط واتخاذ القرار، ويمكن أن يكون لها تأثير مهم في التنمية على مختلف المستويات، ولهذا السبب يعتبر تعليم البنات في غاية الأهمية، ولحسن الحظ فإن الحكومة السعودية خطت خطوات كبيرة بهذا الشأن، وهي تدعم المرأة بقوة ومن المهم ألا نغفل أنه يمكن للمرأة التأثير في التوعية المستدامة وجعل بيئة الحياة أكثر أماناً للبشرية من خلال ضخها للوعي اللازم في أسرتها وفي المجتمع». وعن أبرز الاختلافات الثقافية التي وجدتها قالت: «الجانب المثير في المجتمع السعودي هو التأثير الإسلامي القوي في الحياة، إذ إقامة الصلوات الخمس»، وأعربت عن إعجابها الشديد بنمط العمارة القديمة، والمساجد، إضافة للعمارة الحديثة وما يمكن رؤيته في الرياض، خصوصاً الحي الديبلوماسي حيث تعيش.