واصلت محكمة أمن الدولة العليا في القاهرة أمس لليوم الثاني على التوالي محاكمة 26 متهماً ب «التخابر والإرهاب»، في قضية الخلية التابعة ل «حزب الله» اللبناني. وعرضت النيابة شريطاً مصوراً لمتفجرات وأحزمة ناسفة ضبطت مع المتهمين، قبل أن يقرر القاضي إرجاء المحاكمة إلى الأربعاء المقبل، لاستكمال عرض الأشرطة المصورة الخاصة بالمعاينات التي أجرتها النيابة، وضم مذكرات اعتقال المتهمين التي قدمها جهاز مباحث أمن الدولة. واقتيد المتهمون إلى قاعة المحكمة أمس بسلاسل حديد وسط حراسة أمنية مشددة. وبعد دخولهم قفص الاتهام، هتفوا للمقاومة الفلسطينية، ورددوا: «لبيك يا أقصى» لدقائق قبل أن تبدأ الجلسة وتعرض النيابة الشريط الرابع من المعاينات المصورة الذي ظهر فيه المتهمان في القضية اللبناني محمد يوسف منصور، وشهرته سامي شهاب، والفلسطيني ناصر خليل أبو عمرة، ومعهما المتفجرات والأحزمة الناسفة التي تقول النيابة إن الخلية التي تضم لبنانيين اثنين و5 فلسطينيين وسودانياً و18 مصرياً، كانت بصدد استخدامها في اعتداءات ضد أهداف على الأراضي المصرية. وعرض الشريط كميات كبيرة من المتفجرات البلاستيكية والعبوات الناسفة ومادة «تي ان تي» شديدة التفجير وثلاثة أحزمة ناسفة معدة للتفجير، وعبوات صغيرة مفرقعة يتم لصقها بأهداف صغيرة ومتوسطة الحجم، بحسب ما قاله المتهم أبو عمرة في إفادته لرئيس النيابة التي عرضها الشريط. وشرح المتهم كيفية حصوله على هذه المتفجرات وأهداف استخدامها، مشيراً إلى أن أكثر من 50 كيلو غراماً من مادة «تي ان تي» كانت معدة ومجهزة للاستخدام، إلى جانب 20 صاعقاً، وأن الخلية كانت بصدد إعداد مزيد من تلك النوعية من المتفجرات تحديداً نظراً إلى قوتها التدميرية الهائلة. وفي اعترافاته المصورة، أقر سامي شهاب بأنه ساعد عدداً من المتهمين في نقل تلك المتفجرات وكمية أخرى كبيرة من الأسلحة في سيارات، مشيراً إلى أن بعض ما كان ينقله كان بأوامر من المتهم الرئيس في القضية الذي تلاحقة أجهزة الأمن القيادي في «حزب الله» اللبناني محمد قبلان، وأكد شهاب أنه نقل المتفجرات من دون أن يعلم ماهيتها. وأوضح منسق هيئة الدفاع محامي «الإخوان المسلمين» عبدالمنعم عبدالمقصود أن «الدفاع اعترض على عرض عدد من الأشرطة التي تضمنت صوراً، لكن من دون ظهور صوت المحقق أو المتهمين»، مشيراً إلى أن «تلك الأشرطة لم يتم الاستناد إليها واكتفينا بالشريط الرابع فقط». وقال ل «الحياة» إن «المحكمة ستنتهي في جلسة الأربعاء المقبل من عرض الأشرطة، وبعدها ستقوم باستدعاء الشهود وتحديد جلسة بعد نحو شهر لسماع شهاداتهم». ويُحاكم في القضية 22 شخصاً، فيما تمكن أربعة آخرون من الفرار، وجهت إليهم أجهزة الأمن المصرية اتهامات تتعلق ب «التخابر مع منظمة أجنبية (حزب الله) والإعداد لأعمال تخريبية تستهدف منشآت وسيّاحاً، وحيازة أسلحة ومتفجرات بطرق غير مشروعة»، كما تشمل لائحة الاتهامات «تهريب أشخاص وبضائع إلى غزة والتخطيط لاغتيالات والتخابر لحساب منظمة إرهابية بغية تنفيذ اعتداءات وحيازة أسلحة في شكل غير مشروع».