أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عن تأسيس مركز للأعمال الإنسانية والإغاثية لليمن ومقره الرياض، خلال كلمة ألقاها في اللقاء التشاوري الخليجي ال 15 اليوم (الثلثاء) في قصر الدرعية. وبحضور قادة ورؤساء دول «مجلس التعاون»، والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، قال خادم الحرمين إن «السعي نحو تطوير وامتلاك أسلحة الدمار الشامل بما فيها السلاح النووي يمثل تهديداً بالغ الخطورة ليس على السلم والأمن في المنطقة فحسب بل على السلم والأمن الدوليين». وأشار في كلمته إلى أن «القضية الفلسطينية هي القضية المحورية للأمتين العربية والإسلامية». أما بالنسبة للأزمة السورية، أوضح الملك سلمان أن «ما تضمنه بيان جنيف1 يمثل مدخلاً لتحقيق السلام والاستقرار في سورية»، مؤكداً على «أهمية أن لا يكون لرموز النظام الحالي دور في مستقبل سورية». وفي ما يلي نص كلمة خادم الحرمين الشريفين، بحسب ما نشرته «وكالة الأنباء السعودية» (واس): «بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين. الأخوة الأعزاء أصحاب الجلالة والسمو فخامة الصديق فرانسوا هولاند الحضور الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: إنه لمن دواعي سرورنا أن نرحب بكم، وبفخامة السيد فرانسوا أولاند رئيس الجمهورية الفرنسية الصديقة، الذي يشاركنا اليوم كأول ضيف شرف في هذه القمة التشاورية ليعكس ذلك متانة العلاقات بين دول مجلس التعاون وفرنسا. وإننا إذ نقدر لفرنسا دورها الفاعل في الإسهام في استقرار منطقتنا ومواقفها الإيجابية تجاه قضايانا الإقليمية، لنتطلع إلى تعزيز ما يربطها ببلداننا من علاقات وطيدة في المجالات كافة. الحضور الكرام: في مستهل اجتماعنا هذا فإننا نستذكر المآثر الجليلة لأخي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، تغمده الله بواسع رحمته، والذي كان حريصاً أشد الحرص على تحقيق ما تصبو إليه شعوبنا من الارتقاء بمسيرة عملنا المشترك ليكون مجلسنا هذا كياناً منيعاً يشكل مظلة قوية لحماية أمن دولنا واستقرارها. أيها الأخوة : يأتي لقاؤنا اليوم وسط ظروف صعبة وتحديات بالغة الدقة تمر بها منطقتنا وتستوجب منا مضاعفة الجهود للمحافظة على مكتسبات شعوبنا ودولنا، ومواجهة ما تتعرض له منطقتنا العربية من أطماع خارجية ترتكز في سعيها إلى توسيع نفوذها وبسط هيمنتها على زعزعة أمن المنطقة واستقرارها، وزرع الفتن الطائفية، وتهيئة البيئة الخصبة للتطرف والإرهاب. وقد جاءت استجابة دول التحالف لمناشدة السلطة الشرعية في اليمن للدفاع عن النفس بعد أن رفض الانقلابيون مساعي مجلس التعاون والمجتمع الدولي الهادفة إلى تجنيب الشعب اليمني الانزلاق نحو الفوضى والاقتتال. وإننا وبعد أن حققت عملية «عاصفة الحزم» أهدافها لنتطلع إلى أن تدفع «إعادة الأمل» الأطراف اليمنية كافة إلى الحوار وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني اليمني، من خلال الالتزام التام بقرار مجلس الأمن الدولي الرقم (2216) والإسراع في تنفيذه، لينعم اليمن بالأمن والاستقرار. وأننا نؤكد ترحيب دولنا بانعقاد مؤتمر الرياض للأطراف اليمنية كافة الراغبة في المحافظة على أمن اليمن واستقراره، تحت مظلة مجلس التعاون قريباً بإذن الله. وفي إطار حرصنا على بذل الجهود كافة لمساندة الأعمال الإنسانية والإغاثية، والتي يأتي في مقدمتها الوقوف إلى جانب الشعب اليمني العزيز في معاناته الإنسانية، فإننا نعلن عن تأسيس مركز للأعمال الإنسانية والإغاثية ويكون مقره في الرياض. آملين في مشاركة الأممالمتحدة بفاعليّة في ما سيقوم به هذا المركز من تنسيق للأعمال الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني وبمشاركة الدول الراعية للمبادرة الخليجية. وتقديراً منا للأوضاع الحالية التي يمر بها الشعب اليمني الشقيق ومؤازرته في هذه الظروف، فقد أصدرنا توجيهاتنا بتصحيح أوضاع المقيمين في المملكة بطريقة غير نظامية من أبناء اليمن الشقيق والسماح لهم بالعمل، وذلك لتخفيف الأعباء عليهم، ولتمكينهم من كسب العيش بكرامة بين أهلهم وإخوانهم. وسنستمر في جهودنا الرامية إلى دعم اليمن الشقيق بكل الإمكانات الممكنة، حتى يتمكن من اجتياز أزمته ويعود عضواً فاعلاً في محيطه العربي. الحضور الكرام: إن السعي نحو تطوير وامتلاك أسلحة الدمار الشامل بما فيها السلاح النووي يمثل تهديداً بالغ الخطورة ليس على السلم والأمن في المنطقة فحسب بل على السلم والأمن الدوليين، وإننا نهيب بالمجتمع الدولي وخصوصاً مجموعة دول (الخمسة زائد واحد) للاضطلاع على مسؤولياتها الجسيمة بهذا الخصوص، ووضع قواعد صارمة تضمن المحافظة على أمن المنطقة واستقرارها، وبما يكفل الحيلولة دون الاندفاع في المنطقة نحو سباق التسلح الذي لن يكون إلا على حساب مسارات التنمية ورخاء شعوب المنطقة. الحضور الكرام: تظل القضية الفلسطينية هي القضية المحورية للأمتين العربية والإسلامية، نظراً إلى ما يعانيه الشعب الفلسطيني الشقيق من مأساة، ولما يمثله الاحتلال الإسرائيلي من تهديد للسلم والأمن الدوليين، وقد حان الوقت لقيام المجتمع الدولي بمسؤولياته وتفعيل دوره من خلال صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يتبنى مبادرة السلام العربية ووضع ثِقله في اتجاه القبول بها. أما بالنسبة للأزمة السورية التي طال أمدها وزادت خلالها معاناة الشعب السوري الشقيق وتفشى الإرهاب ، فإننا نرى أن ما تضمنه بيان «جنيف1» يمثل مدخلاً لتحقيق السلام والاستقرار في سورية، مع تأكيدنا على أهمية أن لا يكون لرموز النظام الحالي دور في مستقبل سورية. وختاماً نأمل أن يحقق اجتماعنا هذا تطلعات شعوبنا في دول المجلس لنكون أكثر تماسكاً وتكاملاً بما يعزز مسيرة العمل الخليجي المشترك ويحقق الغايات من قيام المجلس في التكامل والوحدة . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته»