طهران – أ ب، رويترز، أ ف ب – اشتبكت قوى الأمن الإيرانية مع أنصار رجل الدين الراحل حسين علي منتظري في مدينتين أمس. وأفادت مواقع اصلاحية بأن آلاف الإيرانيين ارادوا اقامة مجلس عزاء لمنتظري في يوم الحداد الثالث على وفاته، في مسجد سيد اصفهان، برئاسة رجل الدين القريب من التيار الاصلاحي جلال الدين طاهري. واضافت ان عناصر شرطة مكافحة الشغب ومتطوعي «الحرس الثوري» (الباسيج) سدوا منافذ المنطقة وحاصروا المسجد خلال توجّه المشيّعين اليه، ما ادى الى صدامات استخدمت خلالها قوى الأمن «هراوات وسلاسل وحجارة وقنابل الغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل، لتفريق المحتجين وضربهم، بينهم نساء وأطفال»، مشيرة الى ان أنصار منتظري رددوا هتافات «ضد السلطات». واوضحت المواقع ان «عدداً كبيراً من المتظاهرين جُرح»، فيما اعتُقل «اكثر من 50 شخصاً بينهم 4 صحافيين»، اضافة الى رجل الدين المؤيد للاصلاحيين مسعود أديب الذي كان سيخطب في المسجد. وطوَّقت قوى الأمن منزل طاهري في اصفهان التي تبعد 325 كليومتراً جنوب شرقي طهران. وقال طاهري ان «معاملة الناس في هذا الشكل خلال مراسم تأبين، أمر يدعو الى الأسف». وكان طاهري خطيب صلاة الجمعة في اصفهان، قبل استقالته عام 2002 متهماً النظام بشلّ البلاد باسم الدين، للاحتفاظ بسيطرته على الحكم. وروى فريد سلواتي الذي يقطن في أصفهان، أن قوى الأمن منعت أي شخص من دخول المسجد، مشيراً الى ان «عشرات الآلاف تجمعوا خارجه، لكن قوى الأمن والباسيج هاجمتهم بوحشية». ولفت الى جرح «عشرات» الاشخاص. وكانت عائلة منتظري قررت إلغاء «مراسم الليلة الثالثة والسابعة لوفاته، بسبب قضايا امنية» كما قال نجله احمد. وافاد موقع اصلاحي بأن القرار اتُخذ بعدما هاجم اعضاء من «الباسيج» مكاتب منتظري وابنه سعيد، إثر تشييع رجل الدين الاثنين الماضي. وجاءت مواجهات اصفهان بعد ساعات على اشتباكات حصلت مساء الثلثاء في نجف آباد بين سكان وقوى الأمن، استمرت امس. ونجف آباد هي مسقط رأس منتظري. في غضون ذلك، حذَّر قائد الشرطة إسماعيل أحمدي مقدم المعارضة كم انها ستجد نفسها أمام مواجهة «شرسة»، إذا واصلت نشاطاتها «غير المشروعة». وافادت وسائل إعلام رسمية بأن مؤيدين للحكومة نظموا تجمعات مضادة في قم، منددين «بإهانة رموز مقدسة» خلال تشييع منتظري. في غضون ذلك، مثلت الفرنسية كلوتيلد رايس امام محكمة الثورة أمس، لاتهامها بالمشاركة في الاحتجاجات التي اعقبت الانتخابات الرئاسية الايرانية. وقال محامي الدفاع محمد علي مهدي ثابت ان «القسم الاخير من المرافعة المتعلقة بالاتهامات الموجهة الى المواطنة الفرنسية، سيُقدم خلال الجلسة المقبلة»، من دون ان يوضح موعدها. واكد الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ان ريس التي رافقها محاميها والسفير الفرنسي والمستشار الاول في السفارة، بُلغت انها «ستُستدعى مجدداً في وقت قريب». وكان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير رجّح ان تكون جلسة امس، الاخيرة.