تدخل وزير التجارة للسماح للمرشحات في انتخابات «غرفة الشرقية» بالدخول إلى قاعة المرشحين، ومباشرة حملاتهن الانتخابية، والتواصل مع الناخبين، بعد أكثر من ساعتين من المنع والانتظار، الذي فرضته اللجنة المنظمة والأمن على المرشحات. وقالت المرشحة فوزية الكري إنها فوجئت بمنعها من الدخول لمباشرة حملتها، وتعرضت إلى معاملة قاسية، والأمر نفسه انطبق على المرشحة الأخرى دينا الفارس، التي كانت برفقة والدها رجل الأعمال المعروف عبدالله الفارس، مضيفة أنها حاولت إقناع الأمن، وكذلك المسؤولين عن التنظيم بأحقيتها في الدخول، إلا أنهم رفضوا، ما دعاها إلى الاتصال بمكتب وزير التجارة، وتواصلت الاتصالات إلى أن جاءت التأكيدات بحق كل المرشحات في الدخول إلى قاعة المرشحين. وذكر مراقبون أن غياب المرشحة سعاد الزايدي عن الحضور ربما يعود لمعرفتها المسبقة بأنه سيتم منع النساء المرشحات من الدخول حتى من البوابة الرئيسية، لذلك لم تجازف بالحضور ومواجهة هذا الأمر، مشيرين إلى أنها ربما تتدارك الأمر في الحضور اليوم الذي سيكون حاسماً في الانتخابات. وأشارت الكري إلى أنها تعرضت إلى معاملة سيئة من اللجنة المنظمة في البداية، والذين رفضوا السماح لها بالدخول، على رغم تأكيداتها لهم بأن المرشحات في غرفة جدة شاركن في حملتهن، وأن النظام يسمح بذلك لأنه واحد في جميع المملكة «ولم يتخلوا عن رفضهم، حتى جاء القرار من الرياض بالسماح لنا بالمشاركة». وقالت إن المرشحين كانوا داعمين لها، مؤكدة أنها بعد دخولها ومباشرتها لحملتها الانتخابية لمست تعاطفاً من الناخبين الذين شهدوا الموقف، وأوضحت أنها مقتنعة بأن مستقبل المرأة سيكون أفضل في الانتخابات المقبلة، مع تأكيدها بأنها على استعداد للترشح في الدورات المقبلة. وأوضحت أن المشاركة النسائية كانت ضعيفة، وذكرت أن ذلك يعود إلى أسباب كثيرة، من بينها حداثة التجربة الانتخابية للمرأة في السعودية. وحول ما يثار عن بيع وشراء الأصوات، قالت إنها تلقت عرضاً بذلك، وإن سعر الصوت بقيمة 3 آلاف ريال، مؤكدة أنها ترفض أشد الرفض مثل هذا الأمر، الذي يشكّل إهانة للمرشح والناخب في الوقت نفسه. كما أنه يسيء إلى العملية الانتخابية وإلى شرف المنافسة الحقيقية بين المرشحين. من جانبها، قالت المرشحة دينا الفارس، إن ضعف مشاركة المرأة في الانتخابات يعود إلى أن معظم السجلات التجارية كانت في حقيقتها للرجال، الذين يقومون بتسجيلها بأسماء زوجاتهم، مشيرة إلى أنه من خلال الاتصال بأرقام الهواتف التي كانت مرفقة بقوائم صاحبات السجل التجاري اتضحت هذه الحقيقة، وأن الرجال هم الذين كانوا يجيبون على الاتصالات. وذكرت أنها متفائلة بالحصول على أصوات الرجال إلى الحد، الذي يوصلها إلى عضوية مجلس إدارة الغرفة، لتكون أول امرأة تدخل إلى إدارة الغرفة التجارية في الشرقية، مضيفة أن وعي الناخبين الرجال سيكون مؤثراً في التصويت. وأوضحت أن الجميع بات مقتنعاً بأهمية وجود المرأة في الانتخابات، وأن وزير التجارة أحسن صنعاً بتغيير الانتخابات إلى الصوت الواحد الذي منع تفرد البعض بالأصوات من خلال التكتلات، وأشارت إلى أن هذه الانتخابات أكسبت المرأة ثقة بالمنافسة، كما أنها أسهمت في صقل التجربة الانتخابية، وأنها استطاعت في الأسبوعين الأخيرين تطوير حملتها الانتخابية. يذكر أن أول من أمس كان مخصصاً لتصويت النساء، إلا أن آمال المرشحات أصيبت بخيبة كبيرة، بسبب ضعف الإقبال منذ الساعات الأولى من بدء دخول الناخبات إلى مقر الترشيح حتى وقت إغلاق صناديق الاقتراع، الذي امتد 9 ساعات على فترتين، وبلغ عدد الناخبات اللاتي أدلين بأصواتهن نحو 60 ناخبة فقط من أصل نحو ألف ناخبة يحق لهن التصويت، ما شكّل صدمة للمرشحات والناشطات في منتدى سيدات الأعمال اللاتي كن يتوقعن حضوراً كبيراً يدعم وجود المرأة في العملية الانتخابية. واعتبر كثير من سيدات الأعمال دخول المرأة إلى مجلس إدارة الغرفة لا يزال أمراً صعباً، ويحتاج إلى دعم الوزير، مؤكدات أن «الاعتماد على التمنيات مسألة صعبة وغير مقبولة، لأنه لن يتم إنجاح امرأة بها».