طهران، طوكيو – أ ب، رويترز، أ ف ب، وكالة «مهر» – اعتبر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس، الملف النووي لبلاده «قصة قديمة»، مؤكداً أن طهران لن تسمح لواشنطن ب «الهيمنة» على الشرق الأوسط. وقال في خطاب بمدينة شيراز جنوبإيران إن طهران تسعى الى إجراء محادثات مع الغرب «بشروط عادلة وحيث ثمة احترام متبادل»، مضيفاً: «أبلغناكم أننا لا تخشى العقوبات التي لا ترهبنا. هذه اللعبة النووية قصة قديمة». وتابع نجاد: «إذا كانت إيران تنوي إنتاج قنبلة (نووية)، لدينا من الجرأة والشجاعة ما يكفي لإبلاغكم بذلك من دون أي خوف منكم». وزاد: «يجب أن يعرفوا أن الأمة الإيرانية وكل دول العالم، ستواصل المقاومة حتى النزع الكامل لسلاح أميركا (النووي) وكل القوى المتغطرسة». ورفض نجاد موعد نهاية السنة الذي حددته إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، لتقبل طهران طلب المجتمع الدولي وقف نشاطاتها النووية. وتساءل: «من هم حتى يحددوا لنا مهلة؟ نحن نعطيهم مهلة لأنهم إذا لم يصححوا موقفهم وسلوكهم وثقافتهم، سنطلب منهم الحقوق التاريخية للأمة الإيرانية». وأضاف أن بإمكان الغرب أن يفرض على إيران «ما يشاء من المواعيد النهائية، لكننا لا نكترث لأي منها»، متعهداً بمواصلة تخصيب اليورانيوم. وأشار الى أن الغرب أخطأ باعتقاده أن إيران «ضعفت». وقال إن «الشعب والحكومة الإيرانيين أقوى 10 مرات عن السنة الماضية. أريد أن يعلم العالم كله أن قبول إيران بهيمنة الولاياتالمتحدة على الشرق الأوسط، مستحيل». وأضاف إن «اوباما وعد بتغيير النهج الخاطئ لسلفه (جورج) بوش، لكنه وسّع رقعة الحروب لتشمل باكستان». الى ذلك، أعلن رئيس «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» علي أكبر صالحي أن نائبه السابق محمد سعيدي الذي استقال من منصبه الأسبوع الماضي، سيشرف على مشروع بناء المنشآت العشر لتخصيب اليورانيوم الذي أعلنه نجاد. في طوكيو، اعتبر سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي أن «النظرة المشتركة لإيرانواليابان إزاء نزع السلاح والحد من انتشار الأسلحة النووية، تشكل قاعدة مناسبة جداً لتحقيق هذين الهدفين». وقال خلال لقائه رئيس الوزراء الياباني يوكيو هاتوياما إن «إيرانواليابان قوتان بارزتان في آسيا، ولديهما مسؤولية تاريخية في الارتقاء بمكانة هذه القارة على صعيد العلاقات الدولية». ووصف جليلي وهو أبرز المفاوضين النوويين الإيرانيين، توجهات الحكومة اليابانيةالجديدة بأنها «فرصة مناسبة لتطوير التعاون بين إيرانواليابان على كل الصعد وتوسيعه». ونقلت وكالة «مهر» الإيرانية عن هاتوياما وصفه العلاقات بين طهران وطوكيو بأنها «تاريخية وحميمة»، معرباً عن أمله في «تنمية التعاون بين البلدين في مختلف المجالات». وقال إن «طوكيو تحتاج الى تعاون الجمهورية الإسلامية للقيام بدور مؤثر في المنطقة». وأشاد هاتوياما بزيارة جليلي مفاعل كاشي وازاكي النووي ومدينة هيروشيما التي قصفتها الولاياتالمتحدة بسلاح ذري. وقال إن «اليابان تمتلك تقنية متطورة في مجال سلامة المفاعلات النووية، ولديها أيضاً تجارب قيّمة في بناء هذه المفاعلات». وكان صالحي أعلن أن جليلي سيناقش في طوكيو مساهمات محتملة للشركات اليابانية في إقامة مفاعلات للطاقة النووية في إيران.