في مشهد يحمل دلالات مهمة، قام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الجديد الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بزيارة مساء أمس لقصر الأمير مقرن بن عبدالعزيز في الرياض. وكان في استقبال الملك سلمان أخوه الأمير مقرن بن عبدالعزيز الذي يعد أول من يتنازل عن منصب ولي العهد في التاريخ السعودي، إضافة إلى مجموعة من الأمراء. وسبق الزيارة الملكية، حضور الأمير مقرن لمبايعة خلفه الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في مشهد لفت أنظار المراقبين، وأعطى إشارات مهمة لتماسك واستقرار البيت الحاكم. وكان الأمير مقرن أبلغ الملك سلمان برغبته التنازل عن ولاية العهد قبل أيام، وهو ما استجاب له خادم الحرمين الشريفين، ليعلن رسمياً تنصيب الأمير محمد بن نايف ولياً للعهد، الذي كان يشغل منصب ولي ولي العهد، بعد حصوله على غالبية الأصوات من أعضاء هيئة البيعة. وضج قصر الحكم في الرياض أمس بالأمراء والمسؤولين والمواطنين السعوديين الذين قدموا لمبايعة ولي العهد وولي ولي العهد، إذ قدم آلاف المواطنين بعد صلاة عشاء مساء أول من أمس البيعة للأميرين.وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز شدد في كلمة له أول من أمس على أن الأمير مقرن بن عبدالعزيز يتمتع بمكانة رفيعة لديه «ستظل بإذن الله ما حيينا، كما نشأ عليه أبناء الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن». وأوضح في كلمته التي نقلتها وكالة الأنباء السعودية أنه تقديراً لما أبداه قررنا الاستجابة لرغبته في إعفائه من ولاية العهد: «عملاً بتعاليم الشريعة الإسلامية، أمرنا بإعفاء الأمير مقرن بن عبدالعزيز من ولاية العهد، ومن منصب نائب رئيس مجلس الوزراء، بناء على طلبه». وأصدر الملك سلمان بن عبدالعزيز أول من أمس، 25 أمراً ملكياً مساء أول من أمس (الثلثاء)، تضمنت اختيار الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولياً للعهد، وتعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء مع احتفاظه بحقيبة «الداخلية»، ورئاسة مجلس الشؤون السياسية والأمنية، إضافة إلى اختيار الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولياً لولي العهد، وتعيينه نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، إضافة إلى احتفاظه بمنصبي وزير الدفاع ورئيس لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية. ومن المنتظر أن يبدأ أمراء 13 منطقة في المملكة – بحسب التقسيم الإداري – البدء باستقبال المبايعين من المواطنين خلال الأيام المقبلة. ويوجه بتلقي أمراء المناطق والمحافظين البيعة من المواطنين.. الأحد وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أمراء المناطق، ومحافظي المحافظات، ورؤساء المراكز، بتلقي البيعة نيابة عن ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان الأحد المقبل. وقال الملك سلمان بن عبدالعزيز، في برقية وجهها أمس (الخميس) إلى الأمير محمد بن نايف - بحسب وكالة الأنباء السعودية - «نشير إلى أمرنا رقم (أ / 159) وتاريخ 10 - 7 - 1436ه القاضي باختياركم ولياً للعهد، وتعيينكم نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للداخلية ورئيساً لمجلس الشؤون السياسية والأمنية، ورقم (أ / 160) وتاريخ 10 - 7 - 1436ه القاضي باختيار الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولياً لولي العهد وتعيينه نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للدفاع ورئيساً لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية. ونرغب إليكم إبلاغ أمراء المناطق ومحافظي المحافظات ورؤساء المراكز بتلقي البيعة نيابة عنكم وولي ولي العهد يوم الأحد 14 - 7 - 1436ه». واشنطن: العلاقات مع السعودية «متينة» وحريصون على تعزيزها نوهت واشنطن بمتانة العلاقات السعودية – الأميركية، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش آرنست، في الإيجاز الصحافي اليومي أمس (الخميس): «إن المملكة صديق لأميركا ودولة رئيسة في المنطقة»، مشيراً إلى أن بلاده حريصة على تعزيز هذه العلاقات الوثيقة والمثمرة مع السعودية، إلى جانب العمل على ما فيه مصلحة البلدين، مشدداً على ثقة أميركا بأن العلاقات مع المملكة «ستظل قوية». إلى ذلك، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري: «سأواصل السعي في الاستشارة مع الأمير سعود الفيصل وتقدير صداقته المبنية على العديد من الساعات التي قضيناها في مناقشة التحديات التي تواجه دولنا». وأضاف في بيان أول من أمس: «خلال أربعة عقود من الزمن على أعلى المستويات الديبلوماسية الدولية، ساعد وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل في توجيه السعودية في عالم أكثر تعقيداً من أي وقت مضى». وزاد: «لم يكن الأمير سعود فقط أقدم وزير خارجية في العالم، ولكن أيضاً من بين الأكثر حكمة». وتابع: «كان يعمل مع 12 من أسلافي من وزراء الخارجية في الولاياتالمتحدة، وكان محل إعجاب الجميع». واختتم البيان: «في الوقت الذي سيفتقد فيه الأمير سعود إلى حد كبير، إنني أتطلع إلى مواصلة العمل بشكل وثيق مع خليفته، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى أميركا عادل الجبير، الذي عرفته لفترة طويلة، التقينا عندما كان ديبلوماسياً شاباً، خصص لمرافقتي في جميع أنحاء الرياض في 1980، وتوصلنا إلى معرفة بعضنا البعض بشكل أفضل بكثير منذ ذلك الحين، وخصوصاً أثناء خدمته المثالية سفيراً للمملكة لدى واشنطن». وأكد البيان أن «الجبير ديبلوماسي ماهر ومحاور يحظى بثقة كثير من المسؤولين الأميركيين، وترقيته تؤكد على الروابط القوية والتاريخية بين السعودية وأميركا في وقت عصيب. أتمنى له حظاً سعيداً في هذا المسعى الجديد والمهم».