منذ تولي الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في المملكة، ومواقع التواصل الاجتماعي، وتحديداً «تويتر» بات عنواناً للحكومة السعودية الجديدة المفعمة بروح الشباب، لينطلق عهد جديد سمته «التواصل المباشر» بين المسؤول والمواطن. وكانت الخطوة الأولى حينما أطلقت معظم الوزارات حساباتها الرسمية الموثقة في «فضاء تويتر». إلا أن الخطوة الأكثر لفتاً للانتباه كانت اعتماد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وعدد من الوزراء على حسابات شخصية لهم. ويُعد الوزراء: عادل فقيه، وعزام الدخيل، وتوفيق الربيعة، وخالد العرج، وماجد القصبي، أكثر الوزراء تفعيلاً وتنشيطاً لحساباتهم الشخصية في «تويتر». واهتم الوزراء الخمسة بتفاصيل حساباتهم وإدارتها، ومن ضمنها الحرص على وضع «بايو» (Bio)، وهي تصغير لكلمة (Biography)، وتعني السيرة الذاتية، التي تصفهم، فوضع الوزير عادل فقيه صباح أمس وبعد ساعات من صدور القرارات الملكية، تعريفاً جديداً لحسابه: «وزير الاقتصاد والتخطيط»، بعد أن كان «وزير العمل». وكذلك كتب عزام الدخيل «وزير التعليم»، وتوفيق الربيعة «وزير التجارة والصناعة»، وأضاف لها «مهتم بالإبداع وإرادة التغيير». فيما كتب خالد العرج «وزير الخدمة المدنية». وكتب ماجد القصبي «وزير الشؤون الاجتماعية». وحرص الوزراء على كتابة صفتهم الاعتبارية باللغتين العربية والإنكليزية. ولم يغفل الوزراء الخمسة الصور الشخصية، وصور الخلفية، فوزير التعليم يغير صورة عرضه بين فترة وأخرى، مع وضع صورة خلفية تحوي تصميماً بآية «وقل رب زدني علماً». فيما اختار وزير العمل صورة شخصية له مع صورة خلفية سوداء، تحوي شعار المملكة (السيفين والنخلة). واختار وزير التجارة صورة شخصية مع خلفية باللون الأحمر الفاتح، بلا رموز وعلامات. فيما وقع اختيار وزير الخدمة المدنية على صورته الشخصية مع خلفية زرقاء، وكذلك فعل القصيبي، ولكن مع خلفية خضراء. ويعتبر عزام الدخيل أكثر الوزراء تغريداً، كونه كان ناشطاً في «تويتر» قبل توليه مقود الوزارة، يليه توفيق الربيعة بفارق كبير، ففقيه والعرج والقصبي، الذين يعدون أقل الوزراء تغريداً. واعتبر عدد من مرتادي «تويتر» أن وجود الوزراء الخمسة في موقع التواصل الاجتماعي جعلهم «أكثر قرباً وتلمساً لواقع قطاعاتهم، لا سيما أنه بلغ عدد مستخدمي «تويتر» في السعودية – وفق الدراسة التي أجراها قسم الإحصاءات في موقع «بيزنس إنسايدر» – 4.8 ملايين مستخدم. كما تعد في المرتبة الثالثة عالمياً في نسبة السكان دون ال29 عاماً، بواقع 13 مليون شخص من الجنسين، وبنسبة 67 في المئة من السكان، وفقاً لدراسة بحثية دولية عرضت أخيراً في منتدى جدة للموارد البشرية. وطالب عدد من مرتادي «تويتر» بقية الوزراء أن يحذوا حذو الملك سلمان والوزراء الخمسة، في فتح قنوات تواصل مباشرة مع المواطنين، بعيداً عن الحسابات الرسمية للوزارة، مشيدين بتجربة الوزراء المعنيين الذين باتوا «أقرب الوزارات المدنية تلمساً لحاجة المواطن». بدوره، قال الخبير في مواقع التواصل الاجتماعي عبدالله العرادي ل«الحياة»: «إن «بايو» عبارة عن لمحة وتعريف بسيط بصاحب الحساب، ومن طريقه يمكن ترك انطباع ما عن الشخص وطريقة تفكيره وطبيعة التغريدات التي يغردها». ولكتابة «بايو» مميز، دعا العرادي المغرد إلى أن يضع «كلمات دلالية تعبر عن المجال الذي يتميز به، وشيء يمكن أن تقدمه مع وصف نفسك، ومن تكون، وشارك ملفاتك الشخصية في الشبكات الأخرى، وأضف رابط لموقعك/ مدونتك الشخصية». وأوضح العرادي أن التعريف الشخصي «يعكس طبيعة صاحب الحساب، ويعطي لمحة عن تفكيره واهتماماته، وحتى مستواه التعليمي. لذلك فالاهتمام به مطالبة ضرورية، فكثير ممن يتابعهم الناس يتخذون قرار المتابعة بناء على تعريفهم الشخصي».