قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح آل طالب إن المملكة لم تكن يوماً داعية حرب، وليس في تاريخها تجاوز أو عدوان، ولكن إذا لم يكن إلا الأسنة مركباً فما حيلة المضطر إلا ركوبها، مضيفاً في خطبة أمس (الجمعة) أن «المملكة قادت التحالف لإحقاق الحق ودحر الباطل حراسة للمقدسات وحماية للمسلمين وانتصاراً لأهل اليمن المضامين». وأضاف، أنه «إيماناً من المملكة وحلفائها بمقصدهم الشريف في تحقيق الأمن لبلاد اليمن، ودحر عدوان المعتدين وإزالة الخطر المحدق بالأمة المسلمة ومقدساتها، فحسمت الخير لليمن وحيث تحقيق المراد فلا طمع في مزيد حرب أو قتال، وقد بدأت إعادة الأمل للشعب اليمني، وفي هذا يظهر شرف مبادئ المملكة في إنهاء عاصفة حققت مرادها في أقل من شهر، وأوقفت العصف عند تحقق المراد». كما دعا إمام وخطيب المسجد الحرام إلى استحضار أخوة الشعب اليمني المبتلى بهذه الأحداث وأن هذه المعركة ليست حرباً على اليمن بل هي حرب لأجل اليمن ولأجل اليمنيين. إلى ذلك، بيّن الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس أن الأحداث الراهنة التي تعيشها المنطقة بأسرها في ظل المتغيرات التي أتمها الله بالعزّ والنصر والكرامة تستوجب منّا جميعاً أن نقف معها وقفات عظيمة، تبدأ بأهمية الإيمان بالله، لأن الإيمان هو الركيزة الأساسية التي تحقق السعادة والنصر والفوز والرضوان في الدنيا والآخرة، مشدداً على أهمية إحسان الظن بالله، والتعلق الدائم به. وأشار خلال خطبة الجمعة أمس في جامع خادم الحرمين الشريفين بمدينة جازان إلى الارتباط الدائم والوثيق بين نعمة الأمن والأمان، وبين اجتناب عبادة الأصنام، ذلك أن عبادة الله وحده هي طريق الأمن والأمان والاستقرار، مؤكداً أن نعمة الأمن والأمان تستوجب منّا جميعاً أن نكون عيناً ساهرةً، وأن نكون رجال أمن للغيرة على عقيدتنا وأمننا، فلا يجوز أن يُعرض الأمن في بلاد الحرمين الشريفين لأي نوع من أنواع الفوضى، لافتاً إلى أن الله حقق لنا أسباب الأخوة الإسلامية، التي تقتضي منّا جميعاً الحذر من أسباب الفرقة والاختلاف، وأن نعتصم بحبل الله جميعاً. وأكد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أن المملكة بلاد الخير وقبلة المسلمين، ومركز القوة ومحل أنظار المسلمين، ولذلك فأمنها أمن للمسلمين جميعاً، وهو ما يجعل على كل مسلم أن يحقق هذا الأمن، ويحقق اللحمة الوطنية حفاظاً على الوحدة الوطنية، التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. ودعا الأمة الإسلامية إلى أن تعيش حياة الوسط والاعتدال، مشدداً على أن الخروج عن هذا المنهج الوسط هو الظلال المبين، فكل الويلات جاءت بسبب الغلو والتكفير والتفجير، أو التساهل والتخلي عن الثوابت، مبرزاً خطر الإرهاب والعنف وسفك الدماء، الذي عانى منه المسلمون كثيراً. وأشار السديس إلى ما عاناه الإخوة في اليمن من فئة باغية أرادت تعكير صفو حياتهم، حتى رأينا من تلك الفئة ما يبعث على الأسى، فأخلوا بأمن اليمن الشقيق وحدود بلاد الحرمين الشريفين، مبرزاً موقف خادم الحرمين الشريفين الذي سجل مواقف شجاعة بالحسم وقطع دابر الظالمين، انتصاراً لإخواننا في اليمن، فكانت «عاصفة الحزم» دحراً للمفسدين ورداً لعدوانهم، فحققت الشرعية والأمن، ونصرت المظلوم ودفعت الظالم بحمد الله وتوفيقه، مؤكداً أن تلك المواقف التاريخية الشجاعة تُسجل لبلادنا وأهلينا وجنودنا البواسل، الذين بذلوا أرواحهم للدفاع عن أرض الحرمين الشريفين، مقدماً التحية لرجال الأمن البواسل وجنودنا الأشاوس الذين أثلجوا الصدر ورفعوا الرؤوس، خدمة لدينهم ووطنهم وأمتهم.