فيما تستمر الحرب على ميليشيات الحوثي وألوية الجيش الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، تتوالى أصوات القبائل اليمنية المؤيدة ل«عاصفة الحزم» لإعادة الشرعية في اليمن يوماً بعد آخر، إذ أكد شيخ من مشايخ قبائل العوالق الشيخ صالح عبدالله العولقي أن قبائل اليمن كافة تؤيد الضربة العسكرية على معاقل الحوثيين والمخلوع علي عبدالله صالح، باستثناء من تستمد الدعم المالي والسلاح من عبدالملك الحوثي وأتباع الرئيس المخلوع التي وصفها ب«القبائل المتشتتة». وأشار العولقي ل«الحياة» إلى أن السيطرة الفعلية في اليمن ليست بيد ميليشيات الحوثي، بل تحت سيطرة الحرس الجمهوري التابع للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، مؤكداً أن قاعدة اليمن ليس لها أساس في الأصل، ولكنها صناعة الرئيس المخلوع لاستغلالها لمصلحته الشخصية، مضيفاً: «وكان أتباع صالح يجندون البعض للقاعدة في مقابل 100 دولار أميركي». وأفاد بأن القادة الموالين للرئيس المخلوع يتساقطون خلال المعارك الجارية، مستدلاً بالأنباء المتواترة عن مقتل ابن شقيقه طارق محمد عبدالله صالح، وبعض أركانه في أحد الغارات الجوية التي استهدفت المعاقل التي يتحصنون بها، موضحاً أن الطائرات السعودية وقوات التحالف تصيب أهدافها بدقة بحسب الإحداثيات المعطاة لها على الأرض. وقال: «قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بخوض حرب ضد احتلال ميليشيات «عفاش» والحوثي جاء في وقته المناسب، وقرار حكيم، ونشكره على هذه الخطوة التي تمت لنصرة الشعب اليمني الذي عانى كثيراً من التدخل الخارجي في شؤونها، وخصوصاً من الإرهاب الإيراني». وأضاف: «وأعاد خادم الحرمين الشريفين القوة والهيبة إلى الإسلام والمسلمين من خلال هذا القرار، واستطاع إخضاع مجلس الأمن باتخاذ القرار المناسب الذي يعود إلى مصلحة الشعب اليمني». وتساءل في حديثه عن ماذا قدمت إيران لليمن، بالقول: «لم تسهم الجمهورية الإيرانية في دعم الاقتصاد اليمني أو الدفع بعجلة التقدم التنموي في اليمن، بل حولتها إلى ثكنات عسكرية ودعمت آلة الحرب، وتأجيج نار الفتنة بين شمال اليمن وجنوبه». وناشد قوات عاصفة الحزم الإسراع في إيصال الدعم الطبي لمواجهة النقص الحاد في الموارد العلاجية في عدن ومحافظات شبوة، مطالباً بتوفير أطقم مركبات للإسعاف، للاستفادة منها في جبهات القتال، مؤكداً حاجة اليمن الماسة في هذه الأثناء للمساعدات الغذائية، والمشتقات النفطية ومواجهة تفاقم مشكلة المياه الصالحة للشرب». وذكر العولقي أن خلايا نائمة من أتباع علي صالح والحوثي كانت تعيش في عدن ومحافظات في جنوب اليمن، وتعمل في التجارة «قامت بتخزين الأسلحة منذ أعوام، وهم على اتصال بقادة المخلوع وأعوانه»، مبيناً أن هذه الخلايا تلقت شارة البدء بالعمل على الأرض بحيث يديرون الانقلاب على الشرعية من داخل عدن وبعض المحافظات. وزاد: «الرئيس المخلوع جعل من مدينة عدن منطقة حرب بعد الكشف عن وجود أنفاق تستخدم من أعوانه لمقاتلة الشرعية، وجهزت من عشرات السنين في دلالة على نواياه السيئة». من جهته، أكد أحد أعيان قبيلة العوالق في «نجران» علي العولقي استغلال الحوثيين للأطفال، والتغرير بهم، وتحميلهم السلاح، وإقحامهم في الحرب، مستفيدين من عدم إدراكهم لما يحدث، مشيراً إلى أنه تمت تعبئة عقول صغار السن بأن هذه الحرب هي لتحرير القدس، وأن من مات منهم يدخل الجنة مباشرة. وشدد على عدم الثقة بالمقبوض عليهم من أعوان علي صالح وميليشيات الحوثي، لأنهم سبق وأن خانوا الشرعية، واستغلوا الفوضى في البلاد لملء حساباتهم بالأموال غير الشرعية التي كانت تأتيهم من الرئيس المخلوع، داعياً إلى وجوب محاكمتهم وسجنهم بتُهم الخيانة للوطن بعد أدائهم اليمين الدستورية. وثمّن دور المملكة في الاستجابة لدعوى الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي لإنقاذ البلاد من براثن الحوثي، مشدداً على ضرورة الاستفادة من العسكريين القدامى الذين خدموا في الجيش، ويملكون خبرة ودراية في تضاريس المنطقة، وكذلك المعرفة بمخابئ السلاح التي يحتفظ بها علي صالح.