اتهم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في الجزائر عمار سعداني، المعارضة بتعطيل مشروع تعديل الدستور، مؤكداً أن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لا يرغب في توريث الحكم لشقيقه الأصغر السعيد بوتفليقة، ليشكل هذا التصريح ثاني نفي لمشروع التوريث في غضون أسبوع من جانب شخصيات مقربة من السعيد الذي تعتبر المعارضة أنه الرئيس الفعلي للبلاد منذ مرض بوتفليقة. وقال سعداني في حوار أجراه مع موقع إلكتروني إخباري مساء أول من أمس، إن «الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لا يريد لشقيقه الأصغر ومستشاره الخاص، سعيد أن يترشح لانتخابات الرئاسة، ولا يريد له أن يؤسس حزباً». ويأتي هذا التوضيح بعد تصريحات من زعيمة حزب العمال لويزة حنون، التي نقلت مطلع الأسبوع الجاري، عن لسان السعيد بوتفليقة أنه «لا يفكر في الترشح خلفاً لشقيقه». كما أتى كلام سعداني نافياً لمعطيات عن استعدادات السعيد لتأسيس حزب سياسي تحت اسم «الفخر» يكون لاحقاً داعماً له في حال قرر الترشح لخلافة شقيقه. وصرح سعداني أن سعيد بوتفليقة وقف إلى جنب شقيقه الرئيس خلال الولايات الثلاث الماضية وهو يقوم بالدور ذاته في الولاية الرابعة ولا ينوي خلافته في قيادة البلاد، «وإنما هو في خدمته ويسهر على حمايته ويتابع احتياجاته». وأكد سعداني أن الرئيس بوتفليقة يمارس كل مهامه بخلاف ما يروجه المشككون في صحته ويجتمع دورياً بالوزراء والمسؤولين العسكريين ويتابع الملفات عن كثب ويستقبل الوفود الأجنبية، كما أنه يعمل أكثر من كبار المسؤولين الذين يتمتعون بصحة جيدة. ولطالما طالت انتقادات المعارضة في الداخل والخارج شقيق الرئيس الأصغر، إلا أنه لم يرد أبداً عليها تفادياً لأن يؤثر ذلك على صورة الرئيس، لكنه أطل على الإعلام في محطتين العام الماضي، الأولى رد فيها على تهم فساد وجهها له المعارض هشام عبود المقيم في أوروبا بعد إغلاق السلطات جريدتين كان يديرهما في الجزائر، أما الثانية فنفى فيها امتلاكه عقار في وسط العاصمة كان محل سخط سكان اتهموا صاحبه باستعمال النفوذ للحصول عليه في منطقة راقية في المدينة. ولا يتمتع شقيق الرئيس بوتفليقة رسمياً بأي منصب حكومي معلن، إلا أن دوائر سياسية تتحدث عن تكليف غير مصرَح به من الرئيس له بتولي مهام استشارية «سياسية و أمنية» في رئاسة الجمهورية، و متابعة تقارير الديبلوماسيين في الخارج التي ترد إلى الرئيس وتحمل طابع «السرية». وأكد رئيس الوزراء عبدالمالك سلال ذلك، حين أعلن أن السعيد معيَّن في منصب مستشار رئاسي.