أعلن المكتب السياسي لحزب «جبهة التحرير الوطني» الحاكم في الجزائر تأييده للأمين العام عمار سعداني، الذي يقف ضد عودة محتملة للأمين العام السابق للحزب عبدالعزيز بلخادم. وتستعد جبهة التحرير الوطني لمرحلة مفصلية، إذ يسعى خصوم سعداني إلى عقد اجتماع للجنة المركزية للحزب للإطاحة بالقيادة الحالية. وستشكّل نتيجة هذا الصراع الحزبي، مؤشراً على ترشح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة للانتخابات الرئاسية المقررة في نيسان (أبريل) المقبل، أم تزكيته بلخادم بديلاً عنه. والتقى سعداني 42 محافظاً تابعاً للحزب أمس، بعد اجتماعه بأعضاء المكتب السياسي، الذي جدد التأييد للقيادة الحالية ودعوة بوتفليقة للترشح لولاية رابعة. ويحاول سعداني من خلال تلك الاجتماعات استباق استدعاء محتمل لعقد دورة طارئة للجنة المركزية للحزب الحاكم من قبل خصومه، وبينهم وزراء سابقون، مطلع الأسبوع المقبل. وسيشكّل جواب وزارة الداخلية بمنح ترخيص عقد الدورة من عدمه، مؤشراً بارزاً على نية بوتفليقة الترشح أم أنه سيدعم مرشح آخر. ويخشى سعداني صعود بلخادم مجدداً إلى واجهة الأحداث. وأكدت شكوكه مؤشرات عدة منها احتمال أن يكون بوتفليقة أشار إلى بلخادم كبديل محتمل له في حال لم يترشح لولاية رابعة لدواعٍ صحية. وعلمت «الحياة» أن بلخادم استقبل في مقر إقامته في الأسابيع الأخيرة عشرات المسؤولين النافذين. كما التقى مرات عدة شقيق الرئيس الأصغر، السعيد بوتفليقة، ويُعتقد أن الحوار الذي دار بينهما يتعلق بعودته المحتملة لقيادة جبهة التحرير الوطني ليكون مرشح الحزب الحاكم للرئاسة. وقال مصدر مقرب من سعداني ل «الحياة» أمس، أن الحزب الحاكم «يتوقع إعلان بوتفليقة الترشح لولاية رابعة بعد نصف شهر من الآن». أما في حال ترشح بلخادم فستجد الجبهة نفسها، منقسمة بين تأييد الأخير وهو «إصلاحي» قريب من التيارات الإسلامية، أو دعم الأمين العام السابق علي بن فليس، المحسوب على التيار الوطني الذي يستمد شرعية من تنظيمات «أبناء الشهداء». وراجت إشاعات قوية خلال الأيام القليلة الماضية أن بلخادم تقدم بطلب ترشيحه للرئاسة، لكن الأخير نفاها بشدة واعتبرها «محاولة لأن يوغروا صدر بوتفليقة ضدي». وفي سياق آخر استقبل رئيس الوزراء الجزائري عبدالمالك سلال مساء أول من أمس، المبعوث الشخصي للامين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية كريستوفر روس. وذكر الديوان الحكومي أن هذه «المقابلة التي جرت بحضور الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية مجيد بوقرة وتطرقت للوضع في المنطقة والمسائل ذات الاهتمام المشترك». ويعتقد أو زيارة روس الجزائر تأتي ضمن جولة مغاربية تقوده لاحقاً إلى المغرب وموريتانيا.