صعّد زعماء سياسيون مقربون من الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، هجماتهم على قادة أحزاب معارضة التقوا وفداً أوروبياً كان يسأل عن الوضع السياسي في البلاد وسيناريوات انتقال السلطة في حال حصول فراغ. واتهمت قيادة «جبهة التحرير» الحاكمة، المعارضة بتنفيذ «مهمة قذرة»، في مؤشر عكس حجم العصبية التي أصابت الدولة العميقة حيال استفسارات الزائرين الأوروبيين. ولاحظ انصار بوتفليقة أن الوفد الأوروبي دخل الجزائر في اطار مهمة أخرى معلنة، لا تتصل بلقاءات سياسيين معارضين، «لكنهم بدلوا عنوان المهمة إلى جس نبض السياسيين حول سيناريوات على علاقة بخلافة الرئيس». وترتبط الجزائر باتفاق شراكة مع الاتحاد الاوروبي منذ عام 2002. وهاجم الامين العام ل «الجبهة» عمار سعداني أقطاب المعارضة من دون أن يسمّيهم، معتبراً ان أداءهم في الساحة السياسية وتحت قبة البرلمان يأتي بتكليف من «أياد خفية» تسعى الى «عرقلة تعديل الدستور الذي تعهد به الرئيس وإيقاف عجلة تعزيز صلاحيات الحكومة والمنتخبين والصحافة التي شرع بها منذ فترة». وكشف بعد لقائه الوفد الأوروبي ان «وفود الاتحاد الأوروبي صارت تطرح أسئلة غير التي كانت تطرح قبل سنوات، أسئلة أقرب الى الاستعمار منها الى الاستثمار، وقلت لهم أين كان الاتحاد حينما كانت الجزائر تواجه الإرهاب وكنتم تسألون سؤالاً واحداً هو: من يقتل من؟». وقال سعداني إن رئيس الوفد الأوروبي من جنسية إنكليزية وسبق له العمل في العراق وسورية والخليج. وأضاف: «ذكرته بسؤالهم عن الأسلحة النووية في العراق وماذا تركتم في العراق وسورية». وأضاف: اشرت اليه بأنهم تصرفوا في ليبيا من دون استشارة الجزائر ثم صنعوا أزمة في هذا البلد، يطلبون من الجزائر إصلاحها». واختتم سعداني وهو من أكثر الشخصيات ولاء لبوتفليقة، بالقول: «إن الجزائر سيدة ولا يحق لأحد أن يتدخل في شؤونها، ولا نريد أن تملى علينا دروس من الخارج». في الوقت ذاته، اتهم رئيس حزب «تجمع أمل الجزائر» عمار غول، قادة «تنسيقية الانتقال الديموقراطي»، بالسعي الى «زعزعة استقرار البلد ومحاولة القفز على شرعية المؤسسات بالمطالبة بتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة»، مبدياً رفضه التام محاولات التدخل في الشؤون الداخلية للجزائر على خلفية زيارة وفد الاتحاد الأوروبي. وفي سياق متصل، وصفت الأمينة العامة ل «حزب العمال» لويزة حنون الدعوات الى انتخابات رئاسية مبكرة، ب «الانحراف الخطر». ومعروف أن اليسارية حنون تنتهج خطاباً معارضاً للحكومة، لكنها تبدي دفاعاً شرساً عن الرئيس. واعتبرت حنون ملف بوتفليقة الصحي «خطاً أحمر»، ورفضت «أي حديث عن انتخابات رئاسية مسبقة بداعي صحة رئيس الجمهورية». ودافعت حنون المرشحة السابقة في الانتخابات الرئاسية، عن شرعية الرئيس ورفضت الحديث عن شغور محتمل في السلطة، وقالت إن «شرعية الرئيس مسألة مفروغ منها» وهو «انتُخب فعلياً» من الجزائريين وب «طريقة نزيهة».