رصد تقرير أعدته منظمة "كيك إت آوت" لمكافحة التمييز العنصري في كرة القدم، زيادة كبيرة في الإنتهاكات والإساءات العنصرية التي يتعرض لها اللاعبون والنوادي في الدوري الإنكليزي الممتاز، عبر وسائل التواصل الإجتماعي. وأظهرت إحصاءات المنظمة أن لاعب ليفربول الإنكليزي، الإيطالي ماريو بالوتيلي هو الأكثر تعرّضاً للإساءة بتعابير عنصرية صادمة، في حين جاء نادي تشلسي الإنكليزي في المرتبة الأولى كأكثر ناد تعرّض للإساءة. ووجدت المنظمة أن رسالة مسيئة واحدة وجّهت إلى نادٍ في الدوري الممتاز أو أحد لاعبيه كل 2.6 دقيقة بين آب (أغسطس) 2014 ومارس (آذار) 2015، أي ما مجموعه 134 ألف رسالة عنصرية على تويتر وفيسبوك ومنتديات ومدونات، 39 ألف منها وجّهت للاعبين. وأجري الإحصاء بالتعاون مع منظمة "تمبيرو" المختصة بمراقبة كل ما يتعلق بوسائل التواصل الإجتماعي وشركة "براند ووتش" المختصة بتحليل البيانات على وسائل التواصل الإجتماعي والتي ركّزت على دراسات حالة بينها لثلاثة لاعبين هم بالوتيلي ومهاجم آرسنال داني ويلبيك ومهاجم ليفربول دانييل ستوردج. وأوضح التقرير أن أكثر من ثمانية آلاف رسالة مسيئة استهدفت بالوتيلي، وأكثر من نصفها كانت عنصرية. أما يلبيك فتلقى 1700 رسالة مسيئة نصفها كان عنصرياً، في حين تلقّى ستوريدج 2600 رسالة مسيئة، 60 في المئة منها كانت مرتبطة بالميول الجنسية. ودفع هذا الحجم الهائل من الرسائل العنصرية وغيرها من الرسائل المسيئة على مواقع التواصل الإجتماعي منظمة "كيك إت آوت" إلى تشكيل فريق من الخبراء لمكافحة جرائم الكراهية المتعلقة بكرة القدم على وسائل التواصل الإجتماعي بالتعاون مع المعنيين بكرة القدم ووسائل التواصل الرئيسية والمنظمات التي تختصّ بالسلامة على الإنترنت والشرطة. وقال مدير "كيك إت آوت" روزين وود ل"برس أسوسييشن سبورت": "إنه فعلاً أمر صادم. كنا نعلم أن هناك مشكلة لكننا صُدمنا بحجم الرسائل المسيئة التي وجهت لبعض اللاعبين. لاعب واحد تلقى أكثر من ثمانية آلاف رسالة مسيئة وهذه فعلاً ظاهرة شنيعة". وأضاف "لا يمكن تقبّل أن يتعرض لاعبون إلى هذا الكمّ من الإساءات، لذلك نريد تشكيل هذا الفريق من الخبراء لنرى كيف يمكننا معالجة هذا الأمر"، موضحاً "بعض المسيئين هم من فئة الشباب الذين يحتاجون إلى التثقيف بأنه لا يمكنك الجلوس في غرفتك والتهجّم على الناس بهذه الطريقة. وهي مشكلة أيضاً بالنسبة لوسائل التواصل الإجتماعي وكيف ستعالج هذا الأمر". وأضاف التقرير أن حجم الرسائل الموجهة إلى بالوتيلي هي انعكاس لشهرته العالية وطريقة استخدامه لوسائل التواصل الإجتماعي. فقد ارتفعت نسبة الرسائل العنصرية ضده بعدما غرّد على حسابه الخاص على موقع "تويتر" ساخراً "مانشستر يونايتد... لول" وذلك عقب خسارة "الشياطين الحمر" 5-3 أمام ليستر سيتي في وقت سابق من هذا الموسم. وأدّت هذه التغريدة إلى انفجار التعليقات المسيئة ضده وصلت الى حدّ استخدام لغة مؤذية وعنصرية منها "كُل الموز" و"نأمل بأن تصاب بإيبولا". وظهر من خلال البحث أيضاً أن أندية الدوري الإنكليزي الممتاز تلقّت العدد الأكبر من الرسائل العنصرية، إذ تلقى نادي تشلسي 20 ألف رسالة ونادي ليفربول 19 ألف رسالة وآرسنال 12 ألف رسالة ومانشستر يونايتد ومانشستر سيتي 11 ألف رسالة لكل منهما. وكان موقع "تويتر" المنصة الأكثر استخداماً لتوجيه هذه الرسائل، إذ أن 88 في المئة من هذه الإساءات أرسلت على شكل تغريدات. أما أكثر المباريات التي انتشرت بعدها التعليقات العنصرية فكانت مباراة تشلسي وليفربول في كأس رابطة الأندية الإنكليزية في 27 كانون الثاني (يناير) الماضي ومباراة سندرلاند مع مانشستر يونايتد في الدوري الإنكليزي الممتاز في 24 آب (أغسطس) الماضي وآرسنال ومانشستر سيتي في 10 آب (أغسطس) الماضي. وبدأت "كيك إت آوت" بتلقي الشكاوى عن الإساءات على وسائل التواصل الإجتماعي خلال موسم 2012-2013، وعمدت منذ ذلك الوقت إلى إبلاغ منظمة "ترو فيرجن" المعنية بالتعامل مع جرائم الكراهية على الإنترنت، عن هذه الحوادث.