أعلن رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني دعمه رغبة الإيزيديين في تقرير مصيرهم ووقوفه ضد محاولات أطراف أخرى تحديد مصيرهم، فيما حذرت منظمة حقوقية كردية من تبعات الانقسامات الداخلية والخلاف على عملية استعادة قضاء سنجار ومستقبل إدارته. وجاء إعلان بارزاني في مناسبة حلول عيد رأس السنة الإيزيدية المعروفة ب «جارشمبا سور». وما زالت قوات «البيشمركة» وفصائل مشكلة من المتطوعين الإيزيديين وأخرى موالية لحزب «العمال الكردستاني» تواجه صعوبات في استكمال استعادة قضاء سنجار من قبضة «داعش»، وسط خلافات كردية- كردية على فرض النفوذ وآلية الإدارة. وقال بارزاني في بيان أمس، إن «كل المحاولات فشلت في إبادة الكرد الإيزيديين، وآخرها محاولة تنظيم داعش الإرهابي، وصمودهم هو رسالة إلى الأعداء أو الأصدقاء تفيد بأنهم جزء من شعب كردستان، ونؤكد أنهم سيعودون إلى بيوتهم مرفوعي الرأس، وستكون البيشمركة سوراً فولاذياً لحمايتهم وجميع المكونات، كما نؤكد أننا سنحاول بكل إمكاناتنا دعم إخوتنا الإيزديين وأن يقرروا مصيرهم بأنفسهم ولن نسمح لأي كان أن يحدد مصيرهم حسبما يريد ونحن مصرون على حمايتهم وتأمين مستقبل بعيد من المشاكل والأحزان والقمع». وكان بارزاني حذر من محاولات فصل قضاء سنجار (غرب نينوى)، الواقع ضمن المناطق المتنازع عليها بين حكومتي أربيل وبغداد عن إقليم كردستان إثر إعلان شخصيات إيزيدية تشكيل مجلس محلي تمهيداً لتأسيس إدارة ذاتية، بدعم من حزب «العمال الكردستاني» الذي خاضت قوات موالية له معارك ضد «داعش» في القضاء. من جهة أخرى، قال دلير سنجاري، رئيس منظمة «سيفو» للتنمية والتطوير، التي ساهمت في حملة لإطلاق الإيزيديين المختطفين لدى «داعش» ل «الحياة»، إن «الأسر الإيزيدية استقبلت العيد اليوم بمرارة، فالمأساة ما زالت قائمة وهي مهجرة ومشتتة بعد أن فقدت أبناءها بين قتيل ومخطوف وما تعرضت له الفتيات من سبي على يد إرهابيي داعش، ومن الخجل الحديث عن شيء اسمه عيد فلم يكن هنالك تبادل للتهاني»، مشيراً إلى أن «أعدادا كبيرة من الإيزيديين المخطوفين حرروا أخيراً، وتشير التقديرات إلى تحرير نحو 600 من النساء، وفي آخر دفعة قبل أيام أطلق داعش طواعية أكثر من 200 شخص أكثرهم من المسنين سبقتها دفعات أخرى تمت بوساطة شخصيات عشائرية». وكشف سنجاري عن أن «المواقف داخل المجتمع الإيزيدي تبدو منقسمة حول التبعية لإقليم كردستان، والغالبية تؤيد ذلك، لكن هناك قسماً آخر يضغط باتجاه تشكيل إدارة مستقلة تحت الحماية الدولية وهذا لا يمكن تجاهله»، مشيراً إلى أن «الانقسام والتدخلات الخارجية من القوات الموالية لحزب العمال الكردستاني في قرارات الحركات الإيزيدية أثر بشكل كبير في الجميع وعرقل استكمال عملية تحرير سنجار، ولولا دعم الإقليم لكان وضع الإيزيديين أسوأ بكثير بعد أن غدر بعض القرى العربية المحيطة بهم عبر تعاونها مع داعش، ومن الصعب تأمين موقعهم الجغرافي والديموغرافي من المخاطر المحدقة من دون الإقليم».