أعلنت رئاسة إقليم كردستان اعتقال قائد «قوة حماية سنجار» الإيزيدية، بتهمة تشكيل قوة عسكرية خارج «إطار القانون»، فيما حذر حزب «الاتحاد الوطني» بزعامة الرئيس السابق جلال طالباني، وقادة إيزيديون من النتائج السلبية المترتبة على القرار الذي وصفوه ب «السياسي». وتعيش القوى الكردية في قضاء سنجار الذي ما زال نصف مساحته خاضعاً لسيطرة «داعش»، حالة من الانقسام حول الإدارة والنفوذ بين الحزب «الديموقراطي»، بزعامة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، وقوة «حماية سنجار» المدعومة من حزب «العمال الكردستاني» بزعامة عبدالله أوجلان. وقال الناطق باسم رئاسة الإقليم آميد صباح في بيان أمس: «سبق وحذرنا في شباط (فبراير) الماضي، من محاولات تشكيل قوة خارج السياقات القانونية، وطالبنا بضمّها إلى وزارة البيشمركة، لكن البعض تحدى القانون»، وأضاف: «لذلك، تم اعتقال مسؤول هذه القوة (قوة حماية سنجار) ويدعى حيدر ششو، وعدد آخر من قادتها بشكل علني، وسيتم تسليمهم الى المحكمة». وكانت رئاسة الإقليم أبدت استياءها، وهددت برد «عنيف» في أعقاب تشكيل مجلس في سنجار في كانون الثاني (يناير) الماضي، بدعم من «العمال الكردستاني» في خطوة تمهيدية لتشكيل إدارة ذاتية، ويتزامن التوتر مع مواجهات شبه يومية تشهدها مدينة سنجار بين «البيشمركة» وتنظيم «داعش». في المقابل، قال القيادي في «قوة حماية سنجار» داود جندي، ل «الحياة»: «كنا دخلنا في مفاوضات مع الحزب الديموقراطي للوصول إلى حلّ والانضمام إلى البيشمركة، لكنه كان حجر عثرة في وجه رغبة العديد من الشباب في الالتحاق بقواتنا، ومعلوم أن الديموقراطي كان السبب في سقوط سنجار مطلع آب (أغسطس) الماضي وما تبعه من كوارث إنسانية، وهذا دفعنا إلى تشكيل قوة خاصة بنا وقد قطعت أشواطاً في مهام الدفاع والتحرير»، لافتا إلى أن «سنجار ما زالت خارج إقليم كردستان إداريا، ولا يمكن إخضاعها إلى القانون المتعلق بتشكيل قوات عسكرية وهو محصور بالإقليم فقط، والنزاع بين بغداد واربيل ما زال قائما، ثم هل من المنطقي أن ننتظر أمرا رسميا كي ندافع عن أنفسنا ونحارب داعش». وأوضح أن «الأزمة قائمة منذ كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وتركت أثراً سلبياً في عملية تحرير سنجار، بسبب عدم تعاون بعض بيشمركة الحزب الديموقراطي»، واستدرك: «نحن لا نرغب في تعميق الأزمة أكثر من ذلك، ولا نرى خلافاً بل سوء تفاهم، ونتمنى أن تكون لدى الطرف الآخر القناعة ذاتها». وفي ردّ سريع، قال المجلس المركزي لحزب طالباني في بيان: «إن الإقليم في حاجة إلى التكاتف وتوحيد الخطاب في الوقت الذي يخوض الحرب على الإرهاب والخلافات مع بغداد وولاية رئيس الإقليم، واعتقال القائد حيدر ششو، وهو عضو في المجلس المركزي، سيترك آثاراً سلبية في جميع تلك القضايا»، وأضاف: «نستغرب اعتقال ششو الذي دافع ورفاقه عن أرض كردستان، في حين كنا نتوقع أن يعاب الذين سلموا سنجار إلى الإرهابيين». إلى ذلك، أعلنت رئيسة كتلة حزب طالباني في برلمان الإقليم بيكرد طالباني، خلال مؤتمر صحافي أمس، أن «ششو اختطف بذريعة الانتماء إلى الحشد الشعبي»، داعية إلى «استدعاء مجلس أمن الإقليم إلى البرلمان».