يصل الرئيس اللبناني ميشال سليمان الى العاصمة الأميركية اليوم السبت في زيارة رسمية هي الأرفع من نوعها للقيادة اللبنانية منذ تولي باراك أوباما الرئاسة، وتحمل الى جانب تكريس الخطوط العريضة لدعم واشنطن مؤسسات الدولة في لبنان، معاني رمزية ترتبط بالدعم الأميركي لموقع الرئاسة اللبناني ورصيد سليمان التوافقي والوسطي على الساحة السياسية. ويضم الوفد اللبناني الذي يصل الى واشنطن مساء، الى جانب سليمان، نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الياس المر، وزير الخارجية علي الشامي ووزير الدولة وائل ابو فاعور ووفداً إدارياً وأمنياً. وتستمر الزيارة ثلاثة أيام. والزيارة هي الثانية لسليمان بعد زيارة مقتضبة قام بها في أيلول (سبتمبر) الفائت والتقى الرئيس السابق جورج بوش. وأكدت مصادر أميركية رسمية ل «الحياة» أشرفت على تحضير الزيارة، أن «رصيد سليمان التوافقي وكونه شخصية وطنية جامعة للبنانيين ساهما الى حد بالغ في استعجال هذه الزيارة وبعد إتمام التأليف الحكومي وعملية نيل الثقة». ويبدأ الرئيس اللبناني نشاطاته يوم غد بلقاءات مع أبناء الجالية وحضور قداس الهي في كنسية «سيدة لبنان» في واشنطن، على أن تنطلق الاجتماعات الرسمية الاثنين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية والكونغرس، قبل أن يختتم الزيارة الثلثاء. ومن المتوقع أن يلتقي سليمان الرئيس أوباما ظهر الاثنين في اجتماع «مطول» كما قالت المصادر، وسيجتمع بعدها مع نائب الرئيس جوزف بايدن. ومن المقرر أن يعقد أوباما وسليمان مؤتمراً صحافياً مقتضباً بعد الاجتماع. وأكد مسؤول في الخارجية الأميركية ل «الحياة» أن زيارة سليمان «تعكس العلاقة الثنائية القوية بين الولاياتالمتحدة ولبنان، والتي تم ترسيخها في الأعوام الخمسة الماضية من خلال زيادة المساعدات الخارجية الأميركية للبنان التي تخطت 1.2 بليون دولار ضمنها أكثر من 500 مليون دولار من مساعدات أمنية وعسكرية للجيش اللبناني». ويتوقع أن تحتل هذه المساعدات جزءاً كبيراً من المحادثات بين سليمان والجانب الأميركي، كما سيتم التطرق بحسب المسؤول نفسه، الى مواضيع تتعلق بعملية السلام وتطبيق القرارات الدولية الخاصة بلبنان. وقال ان الجانب الأميركي «يسعى من خلال جهود ديبلوماسية هادئة للضغط على إسرائيل للانسحاب من قرية الغجر ومناطق أخرى هي موضع جدل، لينزع من «حزب الله» الحجج الأقوى لاحتفاظه بالسلاح، مع العلم ان واشنطن تعتبر الحزب تهديداً للاستقرار اللبناني والإقليمي». وأكد المسؤول الأميركي ل «الحياة» أن واشنطن «تشارك سليمان رؤيته للبنان سيداً ومستقراً ومزدهراً» وجدد التزام بلاده «بالعمل وبالشراكة معه لتقوية المؤسسات اللبنانية وبهدف بناء السلام والاستقرار في لبنان والمنطقة». وشدد على أن برنامج المساعدات الأميركية للبنان «هو في واجهة هده العلاقة اليوم»، مذكراً بأن واشنطن «زودت الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي بأكثر من نصف بليون دولار منذ 2005». وزاد ان واشنطن «حرصت منذ وصول الرئيس أوباما الى البيت الأبيض على تأكيد ومن خلال زيارات متعاقبة للمسؤولين الأميركيين للبنان على رأسهم بايدن ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون والمبعوث جورج ميتشل، ثلاثة بنود عريضة للسياسة الأميركية في لبنان، أولها دعم المؤسسات الدستورية، ثم عدم المقايضة على سيادة لبنان، ثم رفض أي حلول اقليمية على حساب لبنان وخصوصاً في عملية السلام وموضوع اللاجئين الفلسطينيين». وفي بيروت، صدر بيان عن المكتب الإعلامي لسليمان، أكد أن زيارته واشنطن تأتي تلبية لدعوة رسمية من الرئيس باراك اوباما الذي سيستقبله ظهر الاثنين المقبل في البيت الأبيض. وأعلن البيان أن سليمان سيلتقي في مبنى الكونغرس رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، ويستقبل قي مقر إقامته وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع روبرت غيتس ووزير النقل راي لحود ونواباً وشيوخاً أميركيين من أصل لبناني واميركيين داعمين للبنان، وكذلك المبعوث الاميركي الى الشرق الأوسط جورج ميتشل وشخصيات أميركية أخرى كما يلتقي أفراد الجالية اللبنانية في العاصمة الأميركية. ورأس سليمان في قصر بعبدا أمس اجتماعاً للوفد الرسمي والوفد المرافق وضعت خلاله اللمسات الأخيرة لملفات المحادثات التي سيجريها رئيس الجمهورية مع المسؤولين الأميركيين في خلال هذه الزيارة.