فرضت الأحداث المضطربة التي يشهدها اليمن منذ عام 2011، العديد من الانتكاسات الاقتصادية كان آخرها انهيار الريال اليمني في مقابل العملات الأخرى، ما أجبر الكثير من اليمنيين والتجار على التعامل بالدولار الأميركي، أو الريال السعودي، في حين منع البنك المركزي اليمني البنوك من التعامل بالنقد الأجنبي. وفي ظل تلك الانتكاسات، وتعثر المشاريع التنموية أخيراً بسبب انقلاب جماعة الحوثي على الشرعية في اليمن، أصدر البنك المركزي اليمني تعميماً إلى كل المصارف في اليمن، يحذرها من التعامل بالعملات الأجنبية، وذلك في خطوة تهدف إلى الحفاظ على تماسك العملة الوطنية اليمنية من الانهيار. وقال البنك المركزي في تعميم له للبنوك (اطلعت «الحياة» عليه) إنه نظراً لسحب بعض عملاء البنوك مدخراتهم بالعملة الصعبة منذ بدء عمليات «عاصفة الحزم»، فإنه يجب عدم التعامل بالنقد الأجنبي، وذلك في محاولة للحفاظ على سعر العملة اليمنية من الانهيار. وأكّد متعاملون أن البنوك اليمنية والأجنبية العاملة في البلاد أبلغت عملاءها بعدم وجود دولارات لديها أو لدى البنك المركزي، في الوقت الذي شهدت فيه البنوك اليمنية خلال الأيام القليلة الماضية إقبالاً كبيراً من العملاء لسحب ودائعهم بالعملات الأجنبية، ومن ثم أوقفت البنوك عمليات السحب لحين تلقي توجيهات من البنك المركزي الذي أوقف أيضاً عمليات السحب من أجهزة الصرف الآلية ومكاتب تحويل الأموال. وبحسب بيانات البنك المركزي اليمني أظهرت بيانات مالية حكومية أن احتياطات اليمن من النقد الأجنبي سجلت أدنى مستوى لها على الإطلاق، إذ تراجعت بنحو 6 في المئة في كانون الثاني (يناير)، لتصل إلى 4.383 بليون دولار، مقارنة ب4.665 بليون دولار في كانون الأول (ديسمبر). وأكّد البنك المركزي أن احتياطاته من النقد الأجنبي تكفي خمسة أشهر لتغطية واردات المواد الغذائية الأساسية، والمشتقات النفطية لتلبية حاجات السوق المحلية، وتتضمن الاحتياطات قرضاً بقيمة بليون دولار قدمته السعودية لليمن في عام 2012. وأدت الأحداث السياسية والعسكرية الجارية في اليمن إلى انخفاض سعر صرف الريال اليمني بواقع عشرة ريالات أمام الدولار في سوق الصرافة أخيراً، إذ يوضح شيخ الصرافين في مكةالمكرمة عادل ملطاني أن سعر العملة اليمنية أمام الدولار وصل إلى 225 ريالاً للشراء و226 ريالاً للبيع في مقابل 215 و216 على الترتيب، وهو السعر السائد منذ فترة طويلة في ظل توقعات باستمرار هبوط الريال أمام الدولار إذا لم يوفر البنك المركزي العملات الأجنبية. وأشار في حديثه ل«الحياة» إلى أن الريال اليمني غير مرغوب لدى كثير من محال الصرافة في السعودية، والتي توقفت عن شرائه أو التعامل به منذ اندلاع الثورة اليمنية في العام 2011. وأكّد أن الحجاج والزائرين اليمنيين إلى السعودية كانوا يتعاملون مسبقاً بالعملة السعودية، أو الدولار الأميركي، مرجعاً سبب تعاملهم بالريال السعودي إلى سهولة الحصول عليه بحكم قرب البلدين، وقوة العملة السعودية مقابل العملة اليمنية.