أعلن العلماء في مركز بحوث الفيزياء في المنظمة الأوروبية للبحوث النووية (سيرن) الأحد انهم أعادوا تشغيل مصادم الهدرونات الكبير بعدما طوروها في محاولة لاستجلاء بعض ألغاز نشأة الكون والبحث عن «المادة المعتمة». وستجرى عملية التصادم بين حزمتي جسيمات من البروتونات تسيران في اتجاهين متقابلين وفي مسار بيضوي داخل نفق طول محيطه 27 كيلومتراً وبكم هائل من الطاقة وسرعات تقترب من سرعة الضوء لمحاكاة الظروف التي أعقبت الانفجار العظيم. لكن عملية تصادم الجسيمات لن تبدأ إلا بعد شهرين، وسيمر بعد ذلك سنة على الأقل قبل توقع أي نتائج. وكان درس بلايين عمليات تصادم الجسيمات في المرحلة الأولى من تشغيل المصادم بين عامَي 2010 و2013 قد برهن عام 2012 وجود جسيم «بوزون هيغز»، وهو أحد الجسيمات تحت الذرية الذي يعد من اللبنات الأساسية لنشأة الكون وظل العلماء يحلمون به طويلاً. وهذا الجسيم هو افتراضي قال عالم الفيزياء الاسكتلندي بيتر هيغز قبل ثلاثة عقود إنه يساعد على التحام المكونات الأولية للمادة ويعطيها تماسكها وكتلتها. وتتركز الآمال على حل شيفرة نظرية النموذج المعياري التي وضعت قبل 40 عاماً وتفسر حركة الكون على مستوى الجسيمات الأولية حتى يتسنى للعلماء دخول عالم «الفيزياء الحديثة». ومن مفاهيم هذه النظرية المادة المعتمة الغامضة التي تمثل 96 في المئة من مادة الكون.