يغادر المخرج المثنى صبح في الأيام المقبلة المغرب متجهاً إلى سورية لاستكمال تصوير المسلسل التاريخي عن حياة الصحابي الجليل القعقاع بن عمرو التميمي بعد توقف اضطراري، عزته الشركة المنتجة إلى سوء الأحوال الجوية في المغرب وارتباط الكثير من نجوم الدراما السورية بأعمال محلية تحد من سفرهم. ونفى المخرج صبح في حديث سابق مع «الحياة» وجود خلافات بين الجهة المنفذة للعمل، والمركز السينمائي المغربي حول استحقاقات مالية متأخرة عن مسلسل سوري صور قبل فترة على الأراضي المغربية، الأمر الذي دفع بالمركز إلى فرض قوانين تضمن تحصيل أي مستحقات في الوقت المحدد. ونفى صبح أيضاً أن يكون الخلاف ناشئاً أصلاً بين «سورية الدولية»، الجهة التي تنفذ مسلسل «القعقاع» لحساب «تلفزيون قطر»، وبين المركز السينمائي المغربي. وشدد على أن ما حصل هو نتيجة خلافات حول أعمال سابقة لم يرغب بذكرها، وقال: «إن مشكلتنا الأساسية تكمن فقط في صعوبة تحويل الأموال اللازمة من سورية إلى المغرب، وهذه صعوبات باتت معروفة للقاصي والداني بعد أيلول 2001». واستبعد صبح أن يكون هناك تضييقاً مقصوداً من الجانب المغربي على الأعمال السورية التي تصور هناك، وقال: «على العكس تماماً، فنحن أخذنا بجريرة اهمال البعض، والمغاربة متعاونون، والمركز السينمائي المغربي قدم ويقدم التسهيلات للأعمال السورية، حتى أنهم في المغرب أعطونا مرة ديكورات في مدينة ورزازات كان الأميركيون قد حجزوها قبلنا، ومع ذلك سمحوا لنا بالتصوير فيها قبلهم». المثنى صبح الذي يتصدى للمرة الأولى لعمل تاريخي بعد مجموعة أعمال اجتماعية معاصرة، لا يخشى على نفسه من التجربة. «يساورني الخوف بالطبع عند أي تجريب أقدم عليه، وأنا ما زلت أحس بأنني في مرحلة تجريب لا تنتهي. هذا هو عملي الخامس، وأرى أن حظي فيه سيكون طيباً، لأنه تاريخي ويمكنني أن أجرب أدواتي فيه». وعن الأدوات التي جربها في أعماله السابقة وامكان تجديدها الآن في العمل التاريخي وقد أنجز تصوير نصفه قبل أن يتوقف مرغماً قال صبح: «في الأعمال الاجتماعية المعاصرة تحاول أن تكون قريباً من الناس، ومن احساسك بالحياة. أما العمل التاريخي، فإن مقاربته تكون صعبة للغاية. فالاضاءة وتقنية الغرافيك وأداء الممثل كلها أشياء مختلفة، ومع ذلك لا يمكن تجاهل أن العمل الاجتماعي أيضاً يكون صعباً لأن الأحداث التي تدور أمام الناس يمكن أن تمثل ذاكرة حيّة أيضاً». وحول سبب اختياره الممثل سلوم حداد ليؤدي دور القعقاع بن عمرو التميمي قال المثنى صبح: «لقد اخترت حداد لأسباب، فهو نجم صاحب تجربة في الأعمال التاريخية، أضف أن دور القعقاع يتطلب فارساً لا يمل ركوب الخيل، ناهيك عن أن وجوده في العمل يشجع النجوم الآخرين على التواجد فيه. باختصار سلوم حداد يشاركني همومي ويتبنى الأعمال التي أقوم بها، وثمة بيننا نقاط مشتركة كثيرة». وعن خطوط العمل الرئيسة وكيفية معالجتها، بخاصة أن مؤلفه محمود الجعفوري غير معتاد على كتابة مثل هذه الأعمال التاريخية قال صبح: «أخذنا مسار حياة القعقاع مع مسار الفتوحات العربية الاسلامية التي شارك فيها، وهذه الفتوحات بحد ذاتها توضح للمشاهد شخصية هذا الصحابي الجليل، وقد حاول الجعفوري أن يرصد حياته من خلال الكثير من المراجع، وأن يربطها بأهم الفتوحات التي شكلت خلفية شخصيته الفذة». وأضاف: «سنتعامل مع شخصيته بواقعية مقنعة ومقبولة لدى المشاهدين، فعندما طلب خالد بن الوليد مثلاً أثناء توجهه لفتح العراق، جيشاً من ألف فارس أرسل له الخليفة أبو بكر القعقاع لوحده قائلاً إنه يساوي جيشاً من ألف فارس». على صعيد آخر ذكر المثنى صبح أنه يستعد للدخول في تصوير مسلسل «في زمن الأمير» حال انتهائه من «القعقاع»، وهو «المسلسل الذي يتناول حياة أمير الشعراء أحمد شوقي في الفترة الواقعة بين 1872 و1932. المسلسل من كتابة المصري وسام صبري وسيصور على الأراضي المصرية بإنتاج من «تلفزيون دبي»، اما الممثل الذي سيؤدي دور أحمد شوقي فلم يحدد يعد.