أعلن مسؤول عسكري أفغاني أمس أن القوات الأميركية والبريطانية والأفغانية حققت في اليوم الثاني من هجوم تشنه في ولاية هلمند (جنوب)، تقدماً في قرى تسيطر عليها حركة «طالبان». وقال الجنرال شير محمد زازاي قائد القوات الأفغانية في جنوبأفغانستان: «العملية في إقليم نوزاد مستمرة»، طهّرنا عدداً من القرى ولم تسجل خسائر في صفوفنا أو في صفوف العدو اليوم (أمس). حتى الآن، قتل أربعة ناشطين (من طالبان) في إطار هذه العملية». كما أفيد عن ضبط أسلحة. وأطلق حوالى ألف جندي من قوات مشاة البحرية الأميركية (المارينز) وجنود بريطانيون وأفغان عملية «انتقام الكوبرا» أول من أمس، لقطع طرق مواصلات وطرق إمداد لحركة «طالبان» في الولاية التي تعتبر معقلاً لها. وأوضح ناطق باسم القوات البريطانية أن جنودها يدعمون «المارينز» من الناحية الشرقية لمنطقة المعركة، رافضاً ذكر عددهم. وكان أكثر من 10 آلاف من قوات «المارينز» إضافة إلى 5 آلاف من الجنود البريطانيين ومثلهم من الجنود الأفغان، شنوا ثلاث هجمات رئيسة في الصيف الماضي للسيطرة على مناطق «طالبان» في هلمند، لكنها باءت بالفشل كما تسببت في مقتل أكثر من 40 جندياً وسقوط أربع طائرات من طراز «شينوك» ومروحيتين أميركيتين. وعزت القوات الأميركية والبريطانية سقوط الطائرات إلى اختلالات فنية. وشكك زعيم حزب المحافظين المعارض في بريطانيا ديفيد كاميرون في تصريحات أدلى بها أمس الى «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي)، في خفض عديد القوات البريطانية في أفغانستان السنة المقبلة. وأثناء تفقده القوات البريطانية في هلمند حيث ينتشر القسم الأكبر منها، اعتبر كاميرون أن الجنود البريطانيين «مشتتون كثيراً»، في تلك الولاية الجنوبية. وتتوقع استطلاعات الرأي فوز كاميرون في الانتخابات التشريعية في حزيران (يونيو) المقبل، ليخلف رئيس الوزراء غوردن براون (من حزب العمال). ورجّح الأخير الأربعاء الماضي تسليم الأمن في بعض مناطق أفغانستان إلى القوات الأفغانية خلال 2010. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن كاميرون قوله ل «بي بي سي»: «لا أريد إعطاء آمال كاذبة. وأظن أنه من غير المرجح أن نرى خفض عديد القوات البريطانية السنة المقبلة». وزاد: «ولكن إذا حصل ذلك يُفترض أن يكون نتيجة نجاح». واعتبر الانسحاب الفوري «خياراً سيئاً». واستدرك: «لا يمكننا أن نبقى هناك ثمانية أعوام أخرى». وأكد براون قبل أيام إرسال 500 جندي إضافي ليبلغ عديد القوات البريطانية في أفغانستان 9500 (أكثر من 10 آلاف مع تعداد القوات الخاصة).