"صار وقت أركض"، هو شعار سباق ماراثون بيروت الدولي السابع الذي ينطلق اليوم، فتموج بأحداثه وفعالياته العاصمة اللبنانية وبعض ضواحيها، إذ يستقطب هذه السنة أكثر من 31 ألف عداءة وعداء من 73 بلداً، بينهم600 في "السباق الكبير". وينخرط في مجرياته سياسيون وديبلوماسيون ونجوم مجتمع وفنانون. وجرياً على العادة المتبعة، خصص سباق ال5 كلم للعدائين بين 9 و17 سنة ومعظمهم من تلامذة المدارس, وأفسح المجال لكل الراغبين بالمشاركة في "سباق المرح" 10 كلم الذي لن يدخل ضمن الجوائز المالية لكنه سيضم عدداً كبيراً من الجمعيات, المؤسسات الخيرية, المنظمات غير الحكومية والشركات الخاصة، وغايته الأساس "فسحة تعبير" وحملة تضامن ودعم لأهداف إنسانية وغايات اجتماعية. وتبدي مي الخليل رئيسة جمعية "بيروت ماراثون" المنظمة للحدث، رضاها عن تحول العمل إلى "إطار مؤسساتي وقد بلغت موازنة أنشطة الجمعية مليون دولار منها 670 ألفاً للماراثون الدولي". ويحضر العداء الكيني الأسطوري بول تيرغات، سفير الأممالمتحدة لمكافحة الجوع، ضيف شرف على السباق. وفي مسيرته الرياضية المشرّفة، حصد تيرغات (40 سنة)، الملقب ب"جنتلمان" ميداليتين فضيتين أولمبيتين وفضيتين وبرونزية في بطولة العالم ضمن سباق ال10 آلاف متر، وذهبية بطولة العالم لإجتياز الضاحية) العدو الريفي) خمس مرات، والرقم القياسي العالمي للماراثون من 2003 إلى 2007 (2.04.55 ساعة). ويعتبر سباق "بلوم بيروت ماراثون" ثاني أكبر سباق في منطقة الشرق الأوسط بعد ماراثون دبي", كما يؤكد مدير الجمعية مارك ديكنسون، علماً أن نسخة ماراثون دبي الأولى أطلقت قبل 11 عاماً. وحضر معظم عدائي النخبة من أثيوبيا وكينيا، ويتوقع أن يحطموا رقمي سباق الماراثون لدى الرجال والسيدات والتنافس على الجوائز التي تبلغ قيمتها 48 ألف دولار. ويبدو الإثيوبي أبراهام ييلما (27 سنة) من المرشحين المحتملين للفوز بعد صعوده على منصة التتويج عامي 2006 و2007, إضافة إلى مواطنه الموهوب محمد تمام (29 سنة), ومن الكينيين يبرز أدوارد مبوني (أفضل توقيت له 2.13.06 ساعة), ستيفن ماينا (2.13.28 س) وأستون نغيرا (2.14 س). ويتنافس هؤلاء على تحطيم رقم الإثيوبي اليمايهو شوميي الذي حققه العام الماضي مجتازاً المسافة بزمن بلغ 2.12.47 س, وحمل الميدالية الجديدة للسباق التي كتب عليها "نعم لقد نجحت". كما يشارك التشيخي ميلوس سلوربيل عداء المسافات الطويلة بين المدن. ولدى السيدات, توقع الإيطالي أنطونيو نانوني منسق اختيار عدائي النخبة, أن يتحطّم رقم السباق الذي تحمله الكينية اناستازيا نديريبا منذ نسخة 2004 (2.36.46 س), بفضل الإثيوبية ميهريت تاديسي (22 ستة) حاملة لقب ماراثون برشلونة 2008, أو مواطنتها سيساي مياسو (26 سنة). وتشارك في سباق 10 كلم أسماء مخضرمة مميزة, مثل الإسباني أبل أنطون (47 سنة) بطل العالم في الماراثون عامي 1997 و1999, الإيطالي دانييلي ماسالا (54 سنة) حامل ذهبية الخماسي الحديث في دورة لوس أنجليس الأولمبية 1984 وبطل إيطاليا 10 مرات. وسيكون الكيني هنري كيبرونو، الذي يعاني من عمى جزئي، سفير النوايا الحسنة وحامل 3 ميداليات في ألعاب بكين الباراليمبية 2008 مرشحاً لإحراز سباق 10 كلم. ويخوض المسافة البريطاني ريتشارد وايتهيد بعد أن حقق رقما قياسياً عالميا للعدائين الذين يركضون بأطراف اصطناعية العام الماضي في الماراثون, إذ حلّ في المركز ال44 على لائحة الترتيب العام بزمن مقداره 3.14.20 س. وهو أول عداء يركض بأطراف اصطناعية ويكسر حاجز ال 3 ساعات في الماراثون، وقد عزز أخيراً رقمه العالمي في شيكاغو. ولدى اللبنانيين يبرز حامل اللقب حسين عواضة لدى الرجال, ماريا بيا نعمة لدى السيدات الغائبة عن النسخة الماضية بداعي الإصابة, وأدوار معلوف حامل ميداليتين برونزيتين في أولمبياد بكين 2008 لذوي الاحتياجات الخاصة في فئة الكراسي، والفائز في النسخ الثلاث الأخيرة. وهو يستعد لخوض بطولة العالم في الموسم المقبل على طريق التأهل لدورة لندن الأولمبية. وتبحث الجمعية من خلال برنامج نخبوي للشباب اللبناني البالغ أعماره بين 10 و17 سنة, عن إيصال بطل محلي لإحراز لقب أولمبي عام 2020. وستختار بالتنسيق مع الاتحاد اللبناني لألعاب القوى 16 عداء كل سنة ثم تجري تصفية ليبقى في الميدان أفضل 100 عداء "ينبثق منهم بطل أولمبي".