وصلت حصيلة الوفيات بسبب الحوادث المرورية في محافظة قرية العليا، إلى 20 شخصاً، خلال العام 1430ه. فيما قدرت إحصائية، أعدتها شرطة المحافظة عدد المصابين في هذه الحوادث، بنحو 300 مصاب. وتقع قرية العليا على طرق حيوية عدة، تربط محافظات النعيرية وحفر الباطن والعاصمة الرياض، كما ان المسافرين إلى الكويت يمرون فيها، وتعد مقصداً سنوياً لآلاف المتنزهين، على رغم ذلك تفتقد إلى مركزي إسعاف ومرور. وكرر أهالي قرية العليا مطالبتهم بإنشاء مركز للهلال الأحمر، وإدارة المرور، بعد أن أصبحت الحوادث هاجساً للمواطنين والمقيمين والمسافرين، نظراً لحركة الطرق السريعة والطرق المتفرعة للمشاريع الزراعية غير المعبدة والخطرة. ويفاقم تأخر إسعاف الحالات المصابة حجم المشكلة، لعدم وجود مسعفين لإنقاذ الأحياء من مصابي الكوارث المرورية، التي تتنامى في قرية العليا. فيما يقع أقرب مركز للهلال الأحمر على بعد 50 كيلومتراً، في كل من السعيرة والنعيرية. ويستغرب طلال الشبعان، من عدم وجود مركز للهلال الأحمر وإدارة للمرور، تباشر الحوادث المرورية في المحافظة. ويقول: «موقع قرية العليا المتوسط بين الكويت، والخفجي، وحفر الباطن، والرياض، على امتداد الطريق الدولي يجعلها موقعاً حيوياً، وبخاصة أن المئات من مستخدمي الطريق الدولي يمرون في المحافظة يومياً. كما أن الأهمية التي اكتسبتها قرية العليا باعتبارها منطقة زراعية تحوي آلاف المشاريع الزراعية، إضافة إلى كونها منطقة رعوية أيضاً. وتقدر إحصائية وزارة الزراعة أعداد مزارعها بنحو سبعة آلاف مزرعة، فضلاً عن أنها مقصد للمتنزهين من مختلف المناطق في فصل الربيع، وعدم وجود مركز للهلال الأحمر أو المرور، مدعاة للتساؤل والقلق على مرتادي المنطقة والطريق، الذي شهد حوادث أدت إلى وقوع عدد من الوفيات، لتأخر إسعاف المصابين، ونقلهم إلى المستشفى». وعبر خلف الهفتاء، عن استيائه من «بطء الإجراءات»، وهو الأمر الذي أدى، على حد قوله، إلى «تأخر فتح فرع لإدارة المرور والهلال الأحمر في المحافظة». وأضاف «الجميع يدرك أهمية الهلال الأحمر، ودوره في إسعاف المصابين، فلماذا لا نرى فرعا للجمعية في قرية العليا، التي تعد ثاني أكبر محافظات المنطقة الشرقية لناحية المساحة الجغرافية». وأبان ان المركز في حال تقرر إيجاده «سيخدم عدداً كبيراً من القرى والهجر، وكذلك سيقع على مفرق طرق رئيسة». ودعا المسؤولين في جمعية الهلال الأحمر إلى «الإسراع في افتتاح فرع في المحافظة، حتى لا تتفاقم المشكلة أكثر مما هي عليه الآن، وللحد من الوفيات التي تنتج عن وقوع الحوادث التي تشهدها الطرق التي تنطلق أو تمر في قرية العليا». ويذكر زيد أبو طالب، أنه «على رغم تكرار المطالب التي تقدم بها سكان قرية العليا والهجر المجاورة لها، بإنشاء مركز للهلال الأحمر، إلا أن هذه المطالب لم تجد من يحققها على أرض الواقع، لتصطدم بالوعود . فقد تم أخيراً تزويد شرطة قرية العليا بسيارة خُصصت لنقل الأموات، ولكن هذا لا يعفي الجهات الأخرى المعنية، وبخاصة المرور والهلال الأحمر». ويضيف «الهلال الأحمر تنحصر مهمته في المساعدة والتخفيف من آثار الكوارث والنوازل، سواء كانت طبيعية أو بسبب حادثة سير. فيما تفتقر قرية العليا إلى الهلال الأحمر، الذي أصبح ضرورة لكثرة الحوادث التي تقع في المحافظة، وكذلك تصاعد أعداد المتوفين الذين راحوا ضحية الحوادث، ولم يتم إسعافهم، أو نقلهم إلى المستشفيات من جانب المارة بصورة خاطئة، خصوصاً أن طريق قرية العليا يكتظ بالمسافرين والمتنزهين في منطقة الصمان».