شدد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على ضرورة التنسيق بين قوات الأمن و «الحشد الشعبي» والتحالف الدولي في المعارك ضد «داعش»، فيما توقع رئيس الجمهورية فؤاد معصوم تنفيذ طيران التحالف غارات على مواقع التنظيم في تكريت. وبحث العبادي مع وزير الدفاع خالد العبيدي وقائد العمليات المشتركة الفريق الركن طالب شغاتي في الوضع في الأنبار وصلاح الدين وبغداد خلال زيارته مركز قيادة العمليات المشتركة. وجاء في بيان لوزارة الدفاع أن العبادي شدد «على ضرورة استثمار هذه المرحلة الحاسمة للقضاء على الإرهاب، خصوصاً بعد محاصرة التنظيمات الإرهابية في تكريت من كل الاتجاهات»، وأضاف أن «الإرهابيين بدأوا بالتخبط ويفتحون جبهات قتال في مختلف قواطع العمليات للتأثير في قطعاتنا المسلحة باستخدام الانتحاريين»، وأكد «ضرورة التنسيق العالي بين القوات الأمنية والحشد الشعبي وكذلك التحالف الدولي». وكانت وكالة «أسوشيتد برس» الأميركية أكدت بدء قوات التحالف طلعات مراقبة، وإرسال المعلومات إلى القوات العراقية، ونقلت عن مسؤول عراقي كبير قوله إن «قوات التحالف التي تقودها الولاياتالمتحدة بدأت طلعات مراقبة، وإرسال المعلومات إلينا»، موضحاً أن «الطلعات وتقاسم المعلومات تتم للمرة الأولى، منذ الهجوم على تكريت بمساعدة ودعم المستشارين الإيرانيين بمن فيهم قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني». وأضاف المسؤول أن «الدعم بدأ بناءً على طلب من الحكومة العراقية ولا يمكن مناقشة العمليات الحالية والمستقبلية»، مؤكداً «عدم وجود اتصال بين المسؤولين الأميركيين والإيرانيين على الأرض في العراق». إلى ذلك، نقلت وكالة «رويترز، عن رئيس الجمهورية فؤاد معصوم قوله إنه يتوقع أن «ينفذ التحالف الدولي ضربات جوية قريباً في تكريت بعدما بدأ عمليات استطلاع». ويعد هذا الدعم الذي يقدمه التحالف الدولي إلى القوات العراقية في تكريت، الأول من نوعه وهو مؤشر إلى حدوث تغير في مجريات المعارك الدائرة في محافظة صلاح الدين باتجاه تقوية دور التحالف الدولي والجيش العراقي على حساب الدور الذي كانت تقوم به فصائل «الحشد الشعبي» الشيعية. في الأثناء، أكد الأمين العام لمنظمة «بدر» هادي أن تحرير تكريت «قاب قوسين أو أدنى»، ودعا، خلال استقباله وفداً نيابياً تركمانيا» الحكومة إلى «توفير المستلزمات الضرورية التي من شأنها أن تساهم في تخليص العراق من شرور التنظيمات الإرهابية وفي مقدمها عصابات داعش الإرهابية»، وتابع «سنعلن تحرير تكريت من براثن إرهابيي داعش وسنزف بشرى النصر إلى شعبنا الأبي وسيكون هذا الانتصار بيد عراقية»، لافتاً إلى أن «القوات الأمنية بكل تشكيلاتها ستبدأ بعد تحرير المدينة تطهير وتحرير مدن الحويجة والرشاد وقرية البشير في كركوك بالتنسيق مع القوات العاملة في هذه المناطق». من جهة أخرى، كشفت اللجنة الأمنية في مجلس محافظة صلاح الدين وجود ضغوط أدت إلى «توقف العمليات العسكرية في المحافظة»، وقال نائب رئيس اللجنة خالد الخزرجي: «بعد أن تمكنت القوات الأمنية من تحرير شمال شرقي صلاح الدين بالكامل ووصلت إلى أعتاب تكريت، حدث توقف في العمليات نتيجة ضغوط قد تكون سياسية أو عسكرية، تزامنت مع الرأي العام العالمي الذي اعتبر المعركة طائفية»، مؤكداً أن «العمليات في صلاح الدين تميزت باللحمة الوطنية». وأضاف أن «تحرير تكريت سيتم خلال الأيام القليلة المقبلة»، ولفت إلى أن «اشتراك التحالف الدولي في العمليات قد يكون جيداً لأنه يمتلك التكنولوجيا والتقنية العالية، ونحن لا نعارض ذلك، لكن القرار يرجع إلى الحكومة المركزية». ميدانياً، أعلنت قيادة العمليات المشتركة قتل وإصابة 58 عنصراً من تنظيم «داعش» بينهم انتحاري في ثلاث محافظات، وقالت القيادة في بيان إن «قوات أمنية مدعومة بطيران الجيش والتحالف الدولي وقيادة القوة الجوية تمكنت خلال عملياتها في محافظات صلاح الدين والأنبار ونينوى من قتل 57 عنصراً من تنظيم داعش بينهم انتحاري وقناص وإصابة عنصر آخر»، وأضافت «أن تلك القوات تمكنت أيضاً من تفكيك 49 عبوة ناسفة ومعالجة منزلين مفخخين، وثلاث سيارات لعناصر داعش تحمل أحادية 14.5 ملم وقتل من بداخلها»، لافتة إلى أن «العمليات أسفرت عن «تدمير نفق وأوكار للإرهابيين، فضلاً عن 13 عربة ورشاش عيار 12.7 ملم لعصابات داعش»، وتابعت أن «قيادة القوة الجوية نفذت 24 طلعة في قواطع العمليات كافة، فيما نفذت قيادة طيران الجيش 26 طلعة»، مبينة أن «قوات التحالف الدولي نفذت ثماني طلعات على مناطق الدولاب – الموصل – بيجي- الفلوجة – تلعفر».