أحدث الأمر الملكي الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الليل قبل الماضي، ويقضي بتكوين لجنة ذات صلاحيات موسعة للتحقيق في أسباب فاجعة الأمطار والسيول التي دهمت جدةوخلفت 106 قتلى، ارتياحاً ليس في الثغر المنكوب وحده، بل في أرجاء السعودية كافة. ونقلت وكالات الأنباء والصحف العالمية الكبرى أنباء القرار وما سيترتب عنه من إجراءات. وعلمت «الحياة» أن لجنة التحقيق التي أعلن خادم الحرمين تشكيلها للتحقيق في فاجعة جدة ستبدأ أعمالها مطلع الأسبوع المقبل على الأرجح. وساد القلق والارتباك والخوف سكان الأحياء الشرقية في جدة أمس من جراء تضارب آراء القطاعات الحكومية في شأن ضرورة إخلاء تلك الأحياء تحسباً من احتمال تفجّر مياه بحيرة الصرف الصحي. وأجمع سكان الأحياء المتضررة في جدة، في استطلاع أجرته «الحياة» أمس، على أن الملك عبدالله لمس معاناتهم، وأحس بمطالبهم، وأثلج صدورهم بقراره محاسبة المتسببين في ما حدث. وقال سكان لم يفقدوا أقارب في الفيضانات إن القرار الملكي جعلهم يعدلون عن التفكير في النزوح إلى مدن سعودية أخرى. وعلى رغم الفرح الطاغي الذي أعاد الأمل إلى نفوس المواطنين والمقيمين في جدة، إثر صدور الأمر الملكي الذي قضى بصرف مليون ريال لأسرة كل شهيد قضى بسبب السيول غير المسبوقة، إلا أن الأهالي قالوا إنهم يترقبون بلهفة شديدة نتيجة التحقيق الرسمي في الفاجعة، متمسكين بانتقاداتهم لأمانة جدة، مؤكدين أن تأكيدات خادم الحرمين الشريفين وأمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز بعدم تجاهل الأخطاء وضرورة التعامل معها بحزم بعث في نفوسهم أملاً بأن تنهض مدينتهم من وهدتها الراهنة لتستعيد ملامحها العمرانية على أسس صلبة من النزاهة الإدارية والكفاءة الهندسية والاتقان الذي يراعي الحفاظ على أرواح السكان من مواطنين ومقيمين. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أمس أن الخسائر التي لحقت بالمنازل والسيارات والطرق العمومية تقدّر بشكل غير رسمي بمئات ملايين الدولارات. وشبهت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأميركية ما حصل في جدة بأنه أشبه ب«هنيهة من إعصار كاترينا» الذي دمّر مدينة نيو أورليانز في عام 2005، وقالت إنه أثار غضباً شعبياً واسعاً انعكس على عناوين الصحف السعودية ومنابر النقاش على أثير شبكة «الإنترنت». وأشارت إلى استغراب سكان جدة من أوجه صرف بلايين الدولارات التي خصصتها الحكومة السعودية لمشاريع البنية الأساسية في ثاني أكبر مركز تجاري سعودي بعد العاصمة الرياض، في حين أن العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز وصف الأمطار التي دمّرت قطاعات واسعة من جدة بأنها ليست «كارثية». واعتبرت صحيفة «واشنطن بوست» أن التحقيق في فاجعة جدة يأتي تتويجاً لحملات الصحف السعودية على ضعف بنية تصريف المياه في جدة. ولاحظت «الحياة» في جولة قامت بها أمس على أحياء متضررة في جدة أن المياه لا تزال تغمر المنازل، فيما شكا سكان من اضطرارهم إلى دفع مبالغ لسائقي رافعات كلفتهم أمانة جدة بمساعدتهم على إزالة الأنقاض والحطام من مساكنهم. وقال عدد من سكان حي قويزة إن بعضهم اضطر لحراستها لحماية ممتلكاته من عمليات نهب تستغل الارتباك الذي يسود مسؤولي أمانة جدة، فيما ذكر آخرون أنهم اضطروا إلى استئجار حراس بواقع 100 ريال سعودي (نحو 27 دولاراً) في الليلة. ولم تصدر أي بلاغات رسمية أمس في شأن وفيات جديدة من جراء فاجعة الفيضانات. وبلغ عدد الأشخاص الذين عمدت السلطات إلى إيوائهم في شقق مفروشة 10 آلاف شخص. «حقوق الإنسان» ترصد «رداءة» أداء «الأرصاد» و «الدفاع المدني» و«الهلال الأحمر» و «الإعاشة» أحمد ... اختفى يوم «الكارثة» ... وأمه تنتظر عودته «الحياة» ترصد «دفعاً» علنياً للفوز ب «أولوية» خدمة سيارات «الأمانة» «قويزة» المنكوبة: رائحة الموت تملأ المكان... وسكانها تائهون في زحام الجثث أعضاء شورى يشيدون بقرار الملك... ويعتزمون طرح مشروع ل «إدارة الأزمات»