اختلط الحابل بالنابل في الرياضة المصرية، لم نعد نعرف نحاسب من، أو نتكلم مع من، الكل على صواب، ولا يوجد مخطئ. إياك والانتقاد لأحد، أو حتى إياك أن تعلن وجهة نظرك المخالفة لبعض أصحاب القرار، لأن حسابك سيكون عسيراً. فقاموس الاتهامات جاهز، ولكل تهمة جزاؤها الشديد، وقد تجد نفسك متهماً بالخيانة أو العمالة، أو حتى تقدير السلم الكروي. والرأي العام لأصحاب القرار الرياضي في مصر، خصوصاً كرة القدم، ودائماً أحاول أن أفهم بعض القرارات الأخيرة، ولكن لا أستطيع الفهم. فمثلاً قرار الانسحاب من كل البطولات، التي تشارك فيها الفرق الجزائرية، لا أعرف سبباً واحداً حتى الآن لمثل هذا القرار. قد نكون في حال غضب شديد، وقد نكون منفعلين بشدة، لعدم صدور اعتذار توضيح من الجانب الجزائري من اعتداءات على الجماهير المصرية في السودان، ولكن هل معنى ذلك أن نمتنع بل وننسحب من أية بطولات تشارك فيها الفرق الجزائرية كيف؟ أعرف مثلاً أن الدوافع الأمنية وحال الاحتقان الشديد في الشارع المصري ضد الفرق الجزائرية تحولان دون استقبال هذه الفرق في مصر في الوقت الحالي، وهو أمر مقبول إلى حد ما، ولكن ما معنى أن نفكر في الانسحاب من بطولة الأمم الأفريقية لكرة القدم في حال وصولنا لمباراة الدور ربع النهائي أمام الجزائر؟ وأسأل بوضوح لماذا لا يشرح أصحاب القرار لمن هم أكبر منهم عواقب الانسحاب من هذه البطولات الأفريقية والدولية؟ فهل من الأفضل أن نظل نلعب أهلي وزمالك وإسماعيلي ومحلياً، ونظل نغني بالروح بالدم لحسام حسن وحسام البدري، وننسى أن الأصل من المسابقات المحلية هو الارتقاء بمستوى المنتخبات لتحقيق إنجازات وانتصارات ترفع اسم البلد، سنكتفي بفوز الأول ببطولة الدوري الممتاز، وفوز إنبي أو الزمالك أو الإسماعيلي ببطولة الكأس، أم أننا نفكر في رفع مستوى كرة القدم المصرية إذا كنا نريد أن نلهو ونلعب؟ فالقصص كثيرة مثل قصة حسام حسن للزمالك، ورحيل هنري ميشيل عن الزمالك وقبله ديكستال، أو مثلاً ما يحدث في المحاكم من أزمات وخلافات رياضية، وهو ما ينسينا الدور الرئيسي لقيادات الكرة والرياضة في مصر، أم أن مثل هذه القرارات ستسعد بشدة رجال اتحاد الكرة، لأنه من اليوم لا حساب لهم؟ [email protected]