أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن تحرير تكريت بات «في متناول اليد»، فيما نفى زعيم منظمة «بدر» القائد الميداني لقوات «الحشد الشعبي» هادي العامري وجود مقاتلين إيرانيين على الأرض العراقية، متهماً الولاياتالمتحدة بمحاولة احتواء «داعش». وقال العبادي، وهو القائد العام للقوات المسلحة خلال لقائه عدداً من القادة الأمنيين، أن «تحرير تكريت أصبح في متناول اليد ونحن حريصون على بعض الأمور المتمثلة في انتشار القوات وحماية المدنيين والمقاتلين في أرض المعركة، إضافة إلى الجانب الإنساني»، وأشار إلى أن «العمليات الأمنية والعسكرية في محافظة صلاح الدين تسير وفق الجدول المعد لها». وأوضح أن «وجود قواتنا العسكرية وقتالنا هو من أجل حماية المواطن الذي يعد هدفاً أساسياً وجوهرياً بالنسبة إلينا»، مشيراً إلى أن «العمليات تجرى على جبهات عدة في صلاح الدين والأنبار والموصل، ونسعى إلى طي الصفحات الأخيرة لوجود داعش على أرض العراق»، وانتقد من سماهم «المرجفين الذين يحاولون بث سمومهم من خلال دعايات صفراء وسوداء، وهؤلاء يجب عدم الاستماع إليهم لأنهم لا يريدون الخير للعراق»، وأكد أن «هناك صراعاً إقليمياً في المنطقة والعراق لن يكون جزءاً منه لأننا ضد سياسة المحاور». وتابع أن «البعض يروج لوجود ضغوط من دول إقليمية أو دولية وكذلك ضغوط سياسية داخلية تمارس علينا. لكننا نقول لهم أن هذا الأمر غير موجود ولسنا من النوع الذي يستجيب الضغوط. ولكنني أستجيب لضغط المواطن والمقاتل وأبناء شعبنا»، وزاد أن «العراق يتمتع بدعم دولي كبير ونحن نرحب بكل المساعدات التي تصلنا. ونؤكد دائماً أهمية احترام السيادة العراقية»، مشدداً على «أن القتال والانتصارات تمت بسواعد عراقية». إلى ذلك، أفاد مصدر أمني في صلاح الدين بأن حوالى 2000 مقاتل من «سرايا السلام» و «كتائب حزب الله، وصلوا إلى قاعدة سبايكر، شمال تكريت، للمشاركة في تحرير المدينة»، وتوقع «بدء اقتحامها خلال 48 ساعة»، تزامن ذلك مع عقد وزير النفط عادل عبد المهدي اجتماعاً في غرفة العمليات في صلاح الدين للبحث في الخطط النهائية لمعركة تكريت، وضم الاجتماع نائب رئيس هيئة «الحشد الشعبي» أبو مهدي المهندس، وزعيم منظمة «بدر» هادي العامري الذي أكد «تحرير 8000 كلم من صلاح الدين بما فيها المحور الشرقي»، وقال خلال مقابلة بثتها قناة «السومرية» أن «عملية تحرير صلاح الدين التي انطلقت في الثاني من آذار (مارس) الجاري حققت أهدافها خلال ال11 يوماً الأولى». وأضاف: «تم حتى الآن تحرير أكثر من 8000 كلم»، وأعرب عن أمله في «استئناف العمليات في القريب العاجل بعد إكمال الاستعدادات خلال أيام»، واتهم «الأميركيين بالعجز عن فعل شيء لحماية العراقيين»، واعتبر أن «من يعتمد على التحالف الدولي كمن يعتمد على السراب يحسبه الظمآن ماءً». وتحدث «عن اشتراط الولاياتالمتحدة عدم تزويد الفرقة الخامسة 250 مدرعة اشترتها الحكومة حديثاً بأموال عراقية واقترحنا أن تساهم في تحرير صلاح الدين أو الأنبار إلا أنهم رفضوا ذلك وقالوا إنها لتحرير نينوى». وأردف أن «أميركا تريد احتواء داعش وأشك في رغبتها في القضاء عليه» وأكد أن «هناك 10 آلاف أوروبي في صفوف التنظيم يقاتلون في العراق وسيعودون إلى بلادهم»، داعياً إلى «محاسبة واشنطن ودول الخليج لأنها أوجدت داعش لإسقاط النظام السوري كما أوجدت القاعدة وطالبان بحجة محاربة المد الأحمر والشيوعيين في أفغانستان». ونفى «وجود جنود إيرانيين على الأرض»، وقال: «هناك مستشارون لعبوا دوراً كبيراً في الحرب»، وأشار إلى أن «هناك من ضلل الرئيس باراك أوباما في أن ما يجري في العراق هو صراع طائفي بين السنّة والشيعة ولا يحل إلا بالمصالحة الوطنية. لكن الأمور تغيرت عندما وصل داعش إلى مشارف أربيل»، وأضاف «اضطررنا إلى حمل السلاح بعد فتوى السيد السيستاني ولو بقينا في البرلمان ولم نحمل السلاح لسيطر داعش على العراق كله وبعد ذلك على الخليج بأكمله خلال أيام»، وأكد أن من «الخطأ اعتبار المحيط السنّي داعشياً، لأن السنّة هم ضحايا التنظيم وهناك اليوم مليونان إلى ثلاثة ملايين نازح، ولو كان هؤلاء لديهم علاقات طيبة بداعش ومنسجمين معه لما نزحوا وخرجوا من مناطقهم». ميدانياً، أفاد مصدر أمني في صلاح الدين بأن قوات مشتركة تمكنت من صد هجوم ل «داعش» غرب تكريت. وقال أن «القوات بمساندة الحشد الشعبي تمكنت إحباط هجوم كبير قرب منطقة الجزيرة المرتبطة بمحافظة الأنبار». وفي نينوى، قال مصدر أمني أن «طائرات التحالف الدولي نفذت غارات على ثلاثة تجمعات لمواقع داعش في ناحية بادوش وقضاء البعاج، غرب الموصل، وتابع أن «القصف أسفر عن قتل وإصابة العشرات من عناصر التنظيم».