أكد وكيل أحمد متوكل، وزير الخارجية السابق في حركة «طالبان» المقيم في كابول، ان أي اتصال لم يحصل بين المسؤولين الأفغان والحركة، وذلك رداً على اعلان حميد علمي، الناطق باسم الرئيس الأفغاني حميد كارزاي انه يدرس دعوة المتمردين الى اجتماع قبلي (لويا جيركا) في مسعى الى تحقيق سلام ومصالحة في مستهل ولايته الثانية. في الوقت ذاته أبلغ محمد طيب آغا، رئيس اللجنة السياسية في الحركة «الحياة» أن أي حوار بين «طالبان» والقوات الأجنبية «يجب ان يتركز على نقطة واحدة تتمثل في كيفية انسحابها من أفغانستان وموعد ذلك»، مكرراً تعهد الحركة ضمان سلامة القوات الأجنبية خلال انسحابها. تزامن ذلك مع تأكيد البروفيسور أمين سيكال، رئيس قسم الدراسات العربية والإسلامية في الجامعة الوطنية في أستراليا وشقيق وزير في حكومة كارزاي، وجود قرار أميركي على أعلى مستوى حالياً بفتح حوار مع «طالبان»، معتبراً أن هذا الحوار سيشكل الطريق الوحيد للخروج من المأزق الأفغاني. وفي وقت تستعد الإدارة الأميركية لإعلان استراتيجيتها الجديدة في أفغانستان قبل موعد انعقاد قمة الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) الشهر المقبل، قال ويت مايسون المنسق السابق للشؤون القانونية في الأممالمتحدةجنوبأفغانستان، ان وضع القوات الأجنبية في هذا البلد، يوحي بصعوبات كبيرة في المستقبل «خصوصاً أن هذه القوات فشلت او لم تعمل كثيراً خلال السنوات الثماني الماضية على تدريب قوات الأمن الأفغانية لتسلم المهمات الميدانية، في حين زادت قوة طالبان لدرجة بات مستحيلاً القضاء عليها». وأوضح ان كلفة تدريب الشرطة الأفغانية تجاوزت عشرة بلايين دولار خلال الأعوام الثمانية الماضية، «لكن ولاء عناصرها وكفاءتهم لا يزالان موضع شك، كما أن تدني رواتبهم، والتي لا تزيد عن 120 دولاراً شهرياً للعسكريين و300 للضباط، لا تدفعهم الى تنفيذ ما تدربوا عليه، في وقت يعلمون أن طالبان تدفع نحو 400 دولار في الشهر لمقاتليها». وأضاف: «اذا بقيت الجهود التي تبذلها القوات الأجنبية في أفغانستان من دون انجازات، سيكتب المؤرخون في المستقبل أن تحالفاً ضم أقوى دول العالم وأغناها، واجه هزيمة نكراء في أفغانستان، وأن خصومه في احدى افقر دول العالم دفعوا رواتب ومكافآت لمقاتليهم اكبر مما تلقاه افراد من الشرطة والجيش الأفغانيين دربتهم القوات الغربية».