شهدت مفاوضات صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة «حماس» تقدماً «غير مسبوق»، بحسب مصادر مطلعة في غزة، ما عزز التكهنات بقرب إتمامها خلال أيام، لكن الحركة ومصر التي ترعى المفاوضات قللتا من هذه التوقعات، مع وصول وفدين من «حماس» إلى القاهرة أمس، أحدهما من دمشق والآخر من قطاع غزة، للتشاور في شأن اقتراحات جديدة نقلها الوسيط الألماني ارنست أورلاو. وأكدت مصادر متطابقة في غزة ل «الحياة» أن مفاوضات صفقة إطلاق سراح أسرى فلسطينيين مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليت، حققت «تقدماً مهماً غير مسبوق» خلال الأيام الماضية. وأوضحت أن إسرائيل وافقت في إطار الصفقة على إطلاق الأمين العام ل «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» أحمد سعدات وعضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» مروان البرغوثي من دون إبعادهما إلى خارج الأراضي الفلسطينية. واعتبرت أن «اليومين المقبلين حاسمان جداً، إذ سيشهدان إتمام الصفقة أو تعثرها». وحددت نقاط الخلاف في «بضع عشرات الأسماء من الأسرى الفلسطينيين من مدينة القدسالمحتلة، وأراضي عام 1948، وأسير أو أسيرين من الضفة الغربية، وهؤلاء ما زالت إسرائيل تصر على عدم إطلاقهم». وفي دمشق، قالت مصادر ل «الحياة» إن قيادة «حماس» عقدت أمس اجتماعات مكثفة برئاسة رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل لدرس العرض الجديد الذي قدمه الوسيط الألماني لقيادة الحركة في غزة أمس، مشيرة إلى أن «حماس» سترد عليه اليوم. غير أن مصادر موثوقة في «حماس» أكدت ل «الحياة» أن «ملف صفقة الأسرى لم ينجز بعد». واعتبرت الحديث عن قرب إبرامها «تفاؤلاً في غير موضعه»، مشيرة إلى أن «المفاوضات لا تزال جارية، وهناك تفاصيل دقيقة لم تحسم بعد والتطور الإيجابي الذي جرى لا يصل على الإطلاق إلى درجة إتمام الصفقة». وذكرت بأن «موقف الحركة هو إنجاز صفقة تتضمن إطلاق سراح 450 معتقلاً منهم 70 اسماً من أصحاب المحكوميات العالية وكذلك شخصيات بارزة، منها سعدات والبرغوثي»، مشيراً إلى أن «هؤلاء هم لب الصفقة والنساء والأطفال والوزراء والنواب، ثم إطلاق سراح 220 لاحقاً في دفعة ثانية ضمن معايير متفق عليها بين الجانبين». من جهته، أكد الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية السفير حسام زكي ل «الحياة» أن «من المبكر الحديث عن أن الصفقة على وشك الإنجاز أو الخوض في تفاصيل أين سيتم تسليم شاليت»، مشدداً على أن «هناك أموراً وتفاصيل لا تزال في حاجة إلى المناقشة قبيل إنجاز الاتفاق». في المقابل، أكد مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو أن التقارير عن الصفقة «غير موثوقة وبعضها مغلوط عمداً»، مشيراً إلى أن الجهود لإطلاق شاليت «تتواصل كل الوقت بعيداً من أعين الإعلام، ولا نية لدينا للتطرق إلى الموضوع». وقال نتانياهو في وقت لاحق أمام اجتماع حزبي إن إسرائيل و «حماس» لم تتوصلا بعد إلى اتفاق، وأن «الحكومة ستتخذ قراراً في هذا الشان، ثم تجرى مناقشته في الكنيست». وقال والد الجندي شاليت بعد لقائه المنسق الإسرائيلي الخاص للمفاوضات حاغاي هداس إن «الوقت ليس للكلام الآن، وعامل الوقت يلعب دوراً حاسماً». وأضاف أنه لم يتلق معلومات رسمية عن تحقيق اختراق أو التوصل إلى صفقة «وتجربة الماضي علمتنا أنه في مثل هذه القضايا الحساسة يجب عدم اللجوء إلى فرضيات واستنتاجات لا تستند إلى أرض الواقع».