أنهى «حزب الله» مؤتمره العام الذي استمرت أعماله شهوراً، وأقرّ وثيقة سياسية جديدة هي الثانية من نوعها بعد الرسالة المفتوحة في عام 1985. كما أقر عدداً من التعديلات التنظيمية التي تتناسب مع طبيعة التطور الجديد في حركته ومسيرته خلال السنوات الماضية على الصعد المختلفة. كما انتخب أعضاء مجلس الشورى، وعيّن مسؤولياتهم للولاية الجديدة وهم على الشكل التالي: السيد حسن نصر الله أميناً عاماً للحزب، الشيخ نعيم قاسم نائباً للأمين العام، الشيخ محمد يزبك رئيساً للهيئة الشرعية، السيد ابراهيم أمين السيد رئيساً للمجلس السياسي، السيد هاشم صفي الدين رئيساً للمجلس التنفيذي، الحاج حسين خليل معاوناً سياسياً للأمين العام، النائب محمد رعد رئيساً لكتلة «الوفاء للمقاومة». وأفاد موقع «المنار» الإلكتروني أن نصرالله سيعقد مؤتمراً صحافياً في الأيام القليلة المقبلة لإعلان الوثيقة السياسية الجديدة. تجدر الإشارة الى أن «الرسالة المفتوحة» كانت بمثابة اول وثيقة سياسية مكتوبة تتناول الخطوط العامة لسياسات «حزب الله» وتوجهاته لبنانياً وعربياً ودولياً، إضافة الى التزامه المقاومة لتحرير لبنان من الاحتلال الاسرائيلي. وجاءت هذه الرسالة لتعلن الانطلاقة الرسمية للحزب الذي كان بدأ مقاومة الاحتلال من دون اعلان. وكان الإعلان من حسينية الشياح في الضاحية الجنوبية لبيروت في ذكرى اغتيال «شيخ المقاومة» الشيخ راغب حرب في 16 شباط (فبراير) 1985 في مسقط رأسه بلدة جبشيت - قضاء النبطية في جنوب لبنان. وأعلن عن الرسالة حينها الناطق الرسمي باسم الحزب السيد ابراهيم امين السيد الذي كانت له آنذاك الصلاحية السياسية لاعتبارات أمنية وسرية أحاطت بانطلاقة «المقاومة الاسلامية». وانتخب السيد عام 1992 نائباً عن «حزب الله» عن منطقة بعلبك بعد قرار الحزب خوض الانتخابات في لبنان. وعلمت «الحياة» أن استمرار المؤتمر العام ل «حزب الله» في اعماله اشهراً عدة، يعود الى الاعتبارات الأمنية الخاصة بالسيد نصر الله الذي شارك شخصياً في كل التحضيرات له. وقالت مصادر في الحزب ان اعلان مضمون الوثيقة السياسية متروك لأمينه العام، موضحة انها تؤكد مضي «حزب الله» في اتباع سياسة تتسم بالمرونة والانفتاح والحوار مع التمسك بالثوابت في مواجهة المشروع الأميركي في المنطقة وفي التصدي للتحديات الإسرائيلية وتحرير ما تبقى من اراض لبنانية محتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا». ويرتقب ان يتضمن كلام نصرالله لفتة للعلاقات بين السنة والشيعية وتنفيساً للاحتقان، خصوصاً ان اعلان الوثيقة يأتي على عتبة تشكيل حكومة وحدة وطنية يفترض ان تخفف من الانقسامات السياسية، فيما البلد أمام مرحلة سياسية جديدة والحزب يريد أن يؤكد انفتاحه خلالها. الى ذلك رد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسين الموسوي على الترحيب الأميركي الذي وجهه البيت الأبيض إلى رئيسي الجمهورية ومجلس الوزراء ميشال سليمان وسعد الحريري بولادة الحكومة الجديدة، معتبراً أنه «يستهدف البيان الوزاري لجهة دعوته لبنان إلى التزام القرارات الدولية». واعتبر أن «على الإدارة الأميركية دعوة إسرائيل إلى احترام والتزام تنفيذ هذه القرارات، خصوصاً ال 1701».