استمر الاهتمام في بريطانيا أمس بقضية كشف هوية من يُعرف ب «ذباح داعش» محمد موازي المشتبه في أنه الشخص الملثم الذي ظهر في العديد من أشرطة فيديو تنظيم «الدولة الإسلامية» وهو يقطع رؤوس رهائنه. وفي حين قالت المديرة السابقة لمدرسته في لندن إنه لم يكن لديه العديد من الأصدقاء خلال سنوات دراسته، شددت سيناتورة أميركية بارزة على أن «من واجب» أجهزة الأمن الأميركية القبض عليه. وقالت جو شاتر، المديرة السابقة لأكاديمية «كوينتون كيناستون» في شمال غربي لندن، إن موازي، البريطاني المولود في الكويت والمعروف بلقب «الجهادي جون»، لم يكن تلميذاً لديه العديد من الأصدقاء، مشيرة إلى أنه «لم يكن اجتماعياً في شكل كبير». وأضافت أنه تعرض لمضايقات من بعض التلاميذ الذين كانوا يفرضون سطوتهم على طلاب أضعف منهم، لكن المدرسة تدخلت وعالجت هذا الأمر. وأوضحت المديرة السابقة للإذاعة الرابعة من محطة «بي بي سي» أن موازي واجه أيضاً قضايا يواجهها الشبان عادة خلال تحولهم من أطفال إلى سن الرشد (سن المراهقة). وأكدت شاتر أيضاً أن موازي كان كبير إخوته وكانت لديه «مسؤوليات» للرعاية بهم، لكنه كان طالباً يعمل بجد في تحصيله العلمي، وقد نجح في الالتحاق بالجامعة التي أراد الالتحاق بها (جامعة وستمنستر في لندن حيث درس برمجة الكومبيوتر). وشددت على أنه لم تظهر على موازي خلال دراسته في أكاديمية «كوينتون كيناستون» أي علامات على التشدد. وجاء كلام المديرة السابقة للمدرسة بعد معلومات عن أن طالباً ثانياً زميلاً لموازي في «كوينتون كيناستون» هو شكري الخليفي التحق أيضاً بجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة» في سورية وقُتل هناك عام 2013. كما أن طالباً ثالثاً من المدرسة ذاتها هو محمد صقر قُتل بدوره خلال قتاله إلى جانب حركة «الشباب» في الصومال. وفي واشنطن (أ ف ب)، طالبت السناتورة الأميركية النافذة دايان فاينشتاين الأحد الولاياتالمتحدة بالقبض على «الجهادي جون»، السفاح المقنع الذي ظهر في تسجيلات بثها تنظيم «الدولة الإسلامية». ورداً على سؤال لشبكة «سي بي أس» عما إذا كان من واجب الولاياتالمتحدة العثور على هذا الرجل، قالت السناتورة الديموقراطية: «أجل، هو هدف. لا يجب أن يكون هناك أي شك في ذلك»، مضيفة: «قد يكون موجوداً في سورية أو في مكان ما في العراق». وفاينشتاين كانت في الكونغرس السابق (2013-2015) رئيسة للجنة التي شكلها مجلس الشيوخ ووضعت تقريراً حول وسائل التعذيب التي مارستها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إي» في العقد الفائت بحق معتقلين مشبوهين بالإرهاب، وأثارت تفاصيله صدمة وردود فعل واسعة النطاق. وكانت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» وصحف الغارديان وديلي تلغراف وواشنطن بوست ونيويورك تايمز من بين وسائل الإعلام التي كشفت هوية هذا الرجل الذي يعتبر أحد أبرز الجهاديين المطلوبين في العالم، في حين ترفض السلطات البريطانية تأكيد هويته. ويشتبه في أن «الجهادي جون» وهو اسم أطلق اصطلاحاً عليه نظراً للكنته البريطانية، هو منفذ عمليات قطع رؤوس الصحافيين الأميركيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف والعاملين الإنسانيين البريطانيين ديفيد هينز وألان هيننغ والأميركي عبدالرحمن (بيتر) كاسيغ. كما ظهر «الجهادي جون» في تسجيل فيديو مع الرهينتين اليابانيين هارونا يوكاوا وكنجي غوتو قبيل مقتلهما، وبات رمزاً لمدى وحشية التنظيم المتطرف.