أكد رئيس جمعية البر في جازان حمزة قناعي أن أمير المنطقة محمد بن ناصر وجه بإنشاء مكتب تنسيقي، لإدارة عمل أكثر من 13 جمعية خيرية في مختلف المحافظات، مشيراً إلى أن جمعيته آوت نحو 250 عائلة داخل شقق مفروشة، تم استئجارها بالاتفاق مع المكتب التنسيقي. وأشار إلى أن الجمعية أمنت حليب الأطفال والوجبات للنازحين، موضحاً أن التنسيق جارٍ لصرف مبالغ مالية من وزارة المالية لهؤلاء النازحين. وأضاف قناعي أن مركز الإيواء في أحد المسارحة أمن أكثر من 200 خيمة وبطانيات ومفارش أرضية، كما قدمت الجمعية كراسي متحركة للعجزة وكبار السن. في الوقت ذاته، يسود المحافظات الجنوبية المتاخمة للحدود اليمنية هذه الأيام شعور بالنقمة والغضب على المسلحين المتسللين من اليمن إلى منطقة جازان، لاسيما بعد أن ألقت القوات السعودية القبض على عناصر غير يمنية تشارك في الأعمال الإجرامية. وكانت القوات السعودية قبضت على مسلحين متسللين من جنسيات صومالية وباكستانية واثيوبية، لا يزال التحقيق جارياً معهم لاستيضاح الجهات الداعمة لهم. وفي اتصال هاتفي بعدد من المواطنين الذين نزحوا من قراهم الحدودية، قال عبدالله غروي (36 عاماً) إن المسلحين الجبناء ليسوا سوى عصابات إرهابية، تحاول التسلل إلى القرى الحدودية، «فهم يندسون بين المواطنين ولا يتورعون عن قتل كل من يصادفهم، لإشاعة الرعب في صفوف المواطنين»، مؤكداً ان قرار الدولة بإجلائهم كان لتجنيبنا التعرض لأي أعمال إجرامية». وأضاف: «بإجلائنا، فوتت القوات السعودية على المسلحين فرصة التخفي والاندساس بين سكان القرى الحدودية، واستخدامنا كدروع بشرية لهم». وتابع: «نحن نمارس حياتنا الطبيعية الآن في مدينة جيزان، بعيداً عن القلق والخوف، وأولادنا منتظمون في مدارسهم، ونحن نؤدي أعمالنا بشكل طبيعي والحمدلله». وتوقع المواطن محمد فنتوخ (49 عاماً) أن تستمر موجات التسلل لفترات طويلة ونبه إلى أنها ظاهرة اعتدنا عليها منذ سنوات، غير أن المتسللين الجدد يحملون السلاح ويمتلكون المتفجرات بعكس الذين كنا نراهم فكانوا يأتون لغرض التسبب والعمل والعيش في بلادنا في ظل تسامح دولتنا ونظرتها الإنسانية إلى شعب اليمن الشقيق». وأضاف: «نحن واثقون من أن جنودنا البواسل سيردعون كل من حاول المساس بأمننا، ويحولون دون استمرار تدفقهم علينا»، مشيراً إلى أنهم ينتظرون اللحظة التي يعودون فيها إلى مدنهم وقراهم. أما مريع سروي (64 عاماً) فأكد انه لم يفارق قريته على امتداد حياته الطويلة، لكنه اضطر وأسرته إلى مغادرتها بسبب المخاطر التي قد يتعرضون لها».