في الفؤاد و العينين يا وطني    أمين القصيم يستقبل مدير المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي    "وقاء" يحتفي باليوم العالمي للسعار للتوعية بمرض السعار    الرسي: السعودية تجدد موقفها الرافض للتطرف والإرهاب وتمويله بكافة صوره وأشكاله    خبراء يؤكدون أهمية تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي لتطوير الرعاية الصحية بالمملكة    هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله راع استراتيجي في معرض الصقور السعودي الدولي 2024    وفد رسمي من «الفيفا» يصل إلى العاصمة الرياض    أمين كايسيد يشارك في اجتماع رفيع المستوى لمجموعة أصدقاء تحالف الأمم المتحدة للحضارات    دراسة : التلوث الضوئي الليلي قد يزيد من مخاطر الإصابة بالزهايمر    شرطة الرياض: القبض على سوري هدّد آخر في بث مرئي    وزيرة خارجية ألمانيا تطالب حزب الله بسحب قواته إلى ما وراء نهر الليطاني    الأمير عبدالعزيز بن سعود يستقبل وزير الدولة لشؤون الأمن بوزارة الداخلية البريطانية    النائب العام يرأس الوفد المشارك في مؤتمر الرابطة الدولية للمدعين العامين بأذربيجان ويجري لقاءات مع نظرائه    الموافقة على لائحة تأشيرات العمل المؤقت لخدمات الحج والعمرة    محمد بن عبدالعزيز يستقبل قائد قوة جازان    وزير المالية الأذربيجاني يُعلن تسهيلات وضمانات للاستثمارات السعودية    القيادة تهنئ رئيس جمهورية بالاو بذكرى استقلال بلاده    تجمع الشرقية الصحي يفعّل الحملة الوطنية للتوعية بسرطان الثدي لعام 2024    جمعية أرفى تفتتح معرضًا تفاعليًا رائدًا للتصلب المتعدد في مركز سايتك بالخبر    بلدية المذنب تحتفي باليوم العالمي للقهوة    أنباء متضاربة بشأن الغزو الإسرائيلي لجنوب لبنان    اتفاقية تعاون تجمع السهام والرياضة الجامعية لتنظيم البطولات ومشاركة الطلاب    أمير الشرقية يستقبل "صحة الشرقية"بمناسبة حصولهم على الاعتمادات المحلية والدولية    تشكيل الهلال المتوقع أمام الشرطة    حرس الحدود ينقذ مواطناً من الغرق في أملج    مجلس إدارة القادسية يناقش العديد من الملفات في اجتماعه الدوري    مستشفى الأمير سعود بن جلوي يعالج ضمور في فك سيدة منذ 30 عاما    كسوف حلقي للشمس على الكرة الأرضية غدًا    ميقاتي: لبنان تواجه واحدة من "أخطر المحطات" في تاريخها    شاشة Tandem OLED PaperMatte بلا شك هي أفضل شاشة جهاز لوحي يمكن شراءها    نزاهة: إيقاف 136 متهما بتهمة الرشوة واستغلال النفوذ الوظيفي في 5 جهات حكومية    معرض الرياض الدولي للكتاب يحتفي باليوم العالمي للترجمة بندوة وأربع ورش عمل    ختام معرض الحرف بالشرقية بحضور أكثر من 35 الف زائر    أمير منطقة مكة المكرمة ونائبه يقدمان التعازي لأسرتي الشهيدين    محافظ الفرشة يرعى احتفال المحافظة باليوم الوطني 94    المملكة تشدد على أهمية التعامل مع تحديات الجفاف    جامعة الامام تنظم مؤترا عن الاقتصاد في عهد الملك عبدالعزيز : التمكين والتنمية المستدامة    الطقس: أمطار غزيرة بعدد من المناطق ورياح نشطة تحد من مدى الرؤية في الرياض والحدود الشمالية وأجزاء من المنطقة الشرقية    ارتفاع عدد الشهداء الأطفال و"الصحفيين" في غزة    التوك ... توكر …!!    تقدم السوق المالية السعودية عالميًا    السعودية .. فرص صناعية للاستثمارات الأمريكية    استمرارًا للعناية الكريمة من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد.. دعم مالي شهري للأشقاء في فلسطين لمعالجة الوضع الإنساني في غزة    ابن عمه يكشف ل«عكاظ» تفاصيل استشهاد عبدالله في الحريق    إحالة 23 وافداً إلى جهات الاختصاص لنقلهم حجارة وأتربة من موقع أثري    5 أنشطة لتعزيز نمو طفلك    أمير القصيم يكرّم الطلبة الفائزين بجوائز دولية    برعاية الملك.. جامعة الإمام محمد بن سعود تنظم المؤتمر الثالث عن تاريخ المؤسس    سلمان للإغاثة يوزّع 375 سلة غذائية في مديرية الشمايتين بمحافظة تعز    الدفاع المدني يستكمل البحث عن أسباب حريق سوق جدة الدولي    الخلايا الجذعية تعالج مرض السكري    التعب المستمر وضيق التنفس.. علامات نقص الحديد    النيابة المصرية تحقق مع المتهمين بواقعة سِحْر لاعب الأهلي السابق مؤمن زكريا    قابل للانتفاخ    رابطة العالم الإسلامي تُشِيدُ بتقديم المملكة مُساعدات طبِّيَّة وإغاثيّة للشَّعب اللبناني    العنف المبني على النوع الاجتماعي كيف نواجهه؟    الصداقة    علِّموا الأبناء قيَّم الاحترام والامتنان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اسرائيل تحاول تشويه اللغة العربية لدى فلسطينيي 48
نشر في الحياة يوم 16 - 11 - 2009

أوصى مؤتمر خاص نظمّته "جمعية الثقافة العربية" في الداخل الفلسطيني تحت عنوان "تعلّموا العربيّة وعلّموها النّاس" بالتعامل مع مضامين تعليم اللغة العربية في كتب التدريس في المدارس العربية في إسرائيل التي تقررها وزارة التعليم الإسرائيلية، كنهج متعمّد ومرفوض. كما أوصى بالعمل على دراسة إمكانيّة تفعيل المسار القضائيّ لتصويب الأخطاء اللغوية الواردة في الكتب وتغيير الوضع القائم وذلك لتحقيق حقوق الأطفال العرب في التعلّم، والعمل على عدة مستويات: التشريع، المرافعة الدوليّة، الجمعيّات الأهليّة، الإعلام، ولجان أولياء الأمور والأهالي.
وقالت رئيسة الجمعية الدكتورة روضة عطا الله إن الهدف من مشروع الجمعية "تعلّموا العربيّة وعلّموها النّاس" هو الحفاظ على" الوعي الفلسطيني" الذي تعمل إسرائيل منذ قيامها وستستمر على سلبه عن طريق تشكيل وعي "عربي إسرائيلي" يعزّز من تبعية المجتمع الفلسطيني للمشروع الصهيوني، ولأجهزة الدولة العبرية. بالتالي تعرّف السلطات الإسرائيلية قضية السيطرة على جهاز التربية والتعليم كقضية إستراتيجية أولى، وكوسيلة للسيطرة على آفاق تطور المجتمع الفلسطيني. وأشارت إلى حقيقة أن إسرائيل اعتمدت منذ نشأتها على مناهج التربية والتعليم كأحد أهم الأدوات لتحقيق هذا الهدف. وأضافت أن المطلوب اليوم هو ليس فقط تحرير السيادة على جهاز التربية والتعليم من أجهزة الدولة العبرية فقط، بل أيضا إعادة صياغته بطريقة عصرية ووطنية. وتابعت: قد "نحرر" بعض عناصر هذا الجهاز من أيدي الدولة العبرية، ليعود ويدخل ضمن رؤيا جامدة غير وطنية– طائفية أو قبلية- بالضرورة، أو خارجة عمّا نؤمن به من قيم المساواة والعدالة الاجتماعية والحريات الفردية. وبالتالي لا تكتمل قيمة ومعنى تحرير ما أمكن من عناصر هذا الجهاز، إلا إذا استبدلنا تلك العناصر بعناصر تربوية تنسجم مع ملامح المشروع الوطني والديمقراطي الذي نؤمن به كمجتمع".
وأكد المؤتمر اعتبار معالجة إشكالية تدريس اللغة العربية والتعامل معها قضية وطنية من الدرجة الأولى، بسبب إشكاليات وأزمات تتعلق بطبيعة اللغة العربية وطبيعة كتابتها إضافة إلى قضية الازدواجية اللغوية.
وأناط المؤتمر بخمسة من أبرز الباحثين في اللغة العربية مهمة إجراء دراسة تفصيلية دقيقة لكتب تعليم العربية لجيل الطفولة المبكرة حتى الصّفّ الثاني حيث بناء الأساس ودراسة كتب الأطفال - موضوعًا ولغةً، لرصد ما جلبته كتب التدريس على الطلاب، والتحديات التي تواجه المعلّمين والقارئ الصغير. واكتشف ألاف الأخطاء اللغوية - أخطاء إملائيّة، ونحويّة، وصرفيّة، وأصواتيّة، ولغويّة معجميّة وتقعيديّة - "وهو أمر يستدعي التحرّك، لأنَّ القضية لا تقتصر على "مجرد أخطاء" بمقدار ما تندرج ضمن استهداف مُمَنهج ونتاج مسيرة تجهيل تتبعها وزارة المعارف والقائمون على هذه الكتب".
ووصف الأديب والكاتب حنا أبو حنّا النتائج في كلمة ألقاها أثناء افتتاح المؤتمر بأنَّها "أشبه بزلزلةٍ يجب أن تستثير كل مؤسسةٍ وكل فرد للتعاون وتضافر الجهود لتغيير الوضع". وتابع أن "من يقرأ التقرير الشامل سيكتشف نهجًا لم تلده الصدفة، وحتى لو أراد المرء الابتعاد عن "نظريات المؤامرة" فإنَّ تلك النظريات ستقوده حتمًا إلى اتجاه تفكير واحد: ما يجري اليوم هو نتاج لسياسة تجهيل متعمدّة من القائمين والمسئولين عن هذه الكتب، وعلى هذا يتربى أولادنا.
وأشار الباحث المعروف الدكتور إلياس عطاالله إلى أنَّ "الادّعاء بأنّ الأخطاء مراتبُ ودرجاتٌ مردودٌ على قائله، فالخطأ خطأ." مضيفًا "إنّ تعريض الطّفل لهذا الكمّ الرّهيب من الأخطاء في كتابة الهمزة والتّاء المربوطة والهاء، وفي الصرف، والنحو، يؤتي أُكُلَه سُمّا". وزاد: "أطفالُنا يستحقّونَ الأفضل والأرقى والأجدى، فمن المسئول عن هذا التشويه والتّردّي؟"
وأنهى بقوله: "لماذا نحن بحاجة إلى ترجمة كتب التّدريس عن العبريّة؟ هل نفتقر إلى العقول المبدعة في شتّى ميادين العلم؟. أمّا بصدد الكتب التي راجعها فقال:" أستعير من مطويّة أنظمة الصيادلة التي نجدها في ما نشتريه من أدوية: يجب الحفاظ على "هذه الكتب" في مكانٍ مغلق، بعيدًا عن متناول أيدي الأطفال".
وبما يتعلق بالأدب، فقد تمّ مسح 384 كتابًا من كتب الأطفال الصّادرة في البلاد. وقال الباحث الأستاذ زاهي سلامة:" وجدنا أثناء القراءة تجاوزات عامّة في المسح، وتحديداً تكرار ظاهرة الأخطاء اللّغويّة بشكل كبير (على الرّغم من وجود التّدقيق اللغويّ)، أو الأخطاء المطبعيّة، وتجاوزات لغوية أخرى كثيرة. وأضاف: لا بدّ من السؤال: متى وكيف نحقق الهدف؟ ولماذا لا نسعى إلى تصحيح التلف ما دمنا قد تنبهنا إلى وجوده؟".
ووجدت الباحثة روزلاند دعيم التي بحثت كتب منهاج وتدريس الصّف الأوّل الابتدائي، أنَّ مؤلّفي الكتب يتبعون أساليب وطرائق وإستراتيجيات تعليمية متناقضة. ورأت، بناءً عليه، أنَّ هناك حاجة ماسّة إلى "إعادة طباعة الكتب بشكل صحيح".
وحمّل المؤتمر مسؤولية الأخطاء والخلل في الكتب الدراسيّة جهات مختلفة، منها: وزارة المعارف، وقسم المصادقة على الكتب الدراسيّة، مؤلّفو الكتب، أفرادًا وطواقم، ومراجعوها، قسم المناهج، والمفتشون ذوو الصلة، مؤكّدًا على أهميّة التصحيح الفوريّ للأخطاء اللغوية في المنهاج القائم، وبطباعة جديدة للكتب التدريسيّة تخلو من كلّ الأخطاء، في اللغة والمضمون.
وأوصى المؤتمر بمراجعة المناهج الجديدة لتعليم اللغة العربيّة، والتشديد على السلامة اللغويّة، والعناية بالنواحي الجماليّة في كتب التدريس، ومراعاة الصحّة الجسديّة، وأن يبنى على مضامين تربويّة تتلاءم مع هويّة الطالب القوميّة وخصوصيّته الثقافيّة. كما أوصي المؤتمر بالاهتمام الشديد بسلامة اللغة العربيّة في كلّ الكتب التدريسيّة لمختلف المواضيع.
وحثًّ المؤتمر مؤسّسات المجتمع الوطنيّة وأحزابه وممثلي الجمهور والمهتمين بالشؤون التربويّة والتعليميّة على زيادة الاهتمام بنوعيّة ومضامين المناهج ضمن نضالهم من أجل تحسين ظروف وجودة التعليم العربيّ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.