ينظّم «مركز الدراسات والبرامج الخاصة» في «مكتبة الإسكندرية»، بالاشتراك مع «المجلس الثقافي البريطاني»، مؤتمراً دولياً تحت عنوان: «تراث داروين الحي» من 14 إلى 16 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، بمشاركة 120 أكاديمياً من أكثر من ثلاثين بلداً. يتزامن المؤتمر مع حلول الذكرى المئوية الثانية لميلاد داروين والذكرى الخمسين بعد المئة لصدور عمله التاريخي: «أصل الأنواع من طريق الانتخاب الطبيعي»، ويُمثل محوراً رئيساً لبرنامج المجلس الثقافي البريطاني العالمي «داروين الآن». يشارك في مؤتمر «تراث داروين الحي» متحدثون من منطقة الشرق الأوسط وخارجها. ويركزون على استكشاف دور العلوم التطورية في فهم أهمية العمل البحثي في طائفة من المجالات مثل الطب والزراعة والتنوع البيولوجي والبيئة، فضلاً عن مناقشات اجتماعية وتاريخية وثقافية على نطاق أوسع حول سُبل التعريف بالعلوم التطورية. ويُناقش الأكاديميون في اليوم الأول للمؤتمر القضايا المتعلقة بالتطور والإيمان. ومن بين المتحدثين فيه، الدكتور نضال جيسوم أستاذ الفيزياء وعلم الفلك في الجامعة الأميركية في الشارقة (الإمارات العربية المتحدة)، والدكتور جون هيدلي بروك، رئيس الجمعية الدولية للعلم والدين في المملكة المتحدة. وحصل هيدلي على درجة الدكتوراه عن عمله في تاريخ الكيمياء في عام 1969 ودرس في جامعة لانكستر لمدة ثلاثين عاماً. كما يتناول المشاركون في اليوم الأول العلاقة بين العلم والتعليم، ويبحثون في التساؤلات التي تم طرحها حول نظريات التطور في القرن الحادي والعشرين. ويتحدث في المحور عدد من الخبراء والباحثين؛ منهم: أستاذ تعليم العلوم ومساعد مدير معهد التربية في جامعة لندن القس مايكل ريس، والدكتور ريتشارد رانغام من جامعة هارفارد. وتتضمن فعاليات اليوم الثاني عرضاً لكلمات عدد من العلماء البارزين، منهم الدكتور السير باتريك بيتسون أستاذ الأخلاقيات في جامعة كامبردج، والدكتور سامي زلط أستاذ التنوع البيولوجي والرئيس السابق لقسم علم الحيوان في جامعة قناة السويس. كما يشارك الدكتور جيمس سيكورد مدير «مشروع مراسلة داروين» في جامعة كامبردج ، بعرض تقديمي تحت عنوان: «الداروينية والتداول العالمي للأخبار». ويساهم أكثر من 60 باحثاً بأوراق علمية في جلسات اليوم الثالث والأخير من المؤتمر؛ من بينهم الأميركية أوجيني كارول سكوت عالمة الأنثروبولوجيا العضوية والمديرة التنفيذية ل «المركز الوطني لتعليم العلوم». وتشمل الجلسات عروضاً تقديمية للدكتور غارلاند ألين، من جامعة واشنطن، والدكتور رونالد نامبرز أستاذ تاريخ العلوم والطب في جامعة «ويسكونسن» الأميركية. يذكر أن تشارلز داروين، عالم الطبيعة البريطاني الذي عاش في العصر الفيكتوري، يعتبر واحداً من أعظم العلماء في كل العصور. ويُشكل عمله أساساً تقوم عليه الكثير من المجالات البحثية المختلفة، غير أن أفكاره لا تزال تُثير الجدل. وأحدثت أفكار داروين حول التطور ثورة في الفكر العلمي، وكان لها تأثير عميق في مختلف أنحاء العالم. ويُتيح مؤتمر «تراث داروين الحي» فرصة فريدة من نوعها للباحثين الشباب للتفاعل مع مجموعة من الأكاديميين البارزين في برنامج مُعد خصيصاً لهم يستمر طوال فترة عقد المؤتمر لثلاثة أيام في «مكتبة الإسكندرية». وفي أعقاب المؤتمر، سيفتتح معرض عن حياة تشارلز داروين وأعماله للجمهور وأطفال المدارس. ويعتبر برنامج «داروين الآن» مساهمة من «المجلس الثقافي البريطاني» في الاحتفال الدولي بالذكرى المئوية الثانية لميلاد داروين، في 12 شباط (فبراير) 1809 ومرور 150 عاماً على صدور كتابه «أصل الأنواع»، في 24 تشرين الثاني (نوفمبر) 1859. وعِبر هذا البرنامج الدولي، يسعى «المجلس الثقافي البريطاني» إلى إشراك جمهور في النقاش عن داروين ونظرياته. ويدرس برنامج «داروين الآن» مدى تأثير أفكار داروين وآثارها على البيولوجيا المعاصرة، والطب والمجتمع. يستمر هذا البرنامج سنة، ويتضمن أنشطة تثقيفية عدة، مثل تنظيم معارض داخل المدارس والجامعات، إقامة معارض متنقلة، إطلاق موقع إلكتروني تفاعلي ودعم تنظيم ورش عمل. ويُجرى تنفيذ برنامج «داروين الآن» في ما يزيد عن أربعين بلداً.