يفتتح غداً مهرجان القاهرة للإعلام العربي في حضور ممثلي عدد من المؤسسات الإعلامية العربية ونجوم التلفزيون. ويهدف المهرجان الذي يستمر خمسة أيام الى «الارتقاء بمستوى الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني العربي، فضلاً عن تنشيط تسويق الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني بين المؤسسات والهيئات الإعلامية العربية». لكن الواقع يفيد عكس ذلك، ما يضع المهرجان محل النقد والتساؤلات. من هنا امام المهرجان الذي يحظى بعناية وزير الإعلام المصري أنس الفقي مجموعة تحديات، أهمها تخطي أخطاء الأعوام السابقة لجهة سوء التنظيم وتوفير المواد الإعلامية واختيار الأعمال المشاركة ومنح الجوائز، حتى لا تقتصر تغييرات «مهرجان القاهرة للإعلام العربي»، أو «مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون» سابقاً على اسمه وشعاره وشكل الجوائز من دون أن تطاول المضمون. ولكن ماذا يجني المهرجان من هذه الاحتفالية السنوية؟ «عائد المهرجان إعلامي وليس مادياً، فهناك إيرادات مقابل مصروفات، والإيرادات تحصّل من رسوم الأعمال وأجنحة المعرض والسوق... ما يأتي بعائد جيد للمهرجان، أما مجمل موازنته فيبلغ 8 ملايين جنيه»، يوضح الأمين العام للمهرجان إبراهيم العقباوي. وتفادياً لوقوع أي التباس في ما يخص التقويم، استُحدثت لجنة لفرز الأعمال المشاركة في المسابقات الرسمية. وفي نظرة سريعة على البرنامج، تتنافس 18 دولة عربية ب 682 عملاً منها 208 أعمال إذاعية و474 عملاً تلفزيونياً وتبلغ قيمة الجوائز 2.5 مليون جنيه. وتأتي مصر في المركز الأول في عدد المشاركات حيث تتنافس ب 305 أعمال منها 238 عملاً تليفزيونياً و67 عملاً إذاعياً، تليها سورية ب 16 عملاً إذاعيا، و46 عملاً تلفزيونياً، والأردن ب11 عملاً إذاعياً و33 تلفزيونياً، ثم تونس ب 23 عملاً إذاعياً، و17 تلفزيونياً. كما تشارك المغرب ب 11 عملا إذاعياً و22 تلفزيونياً، والسعودية ب 16 عملاً إذاعياً و6 تلفزيونياً، والسودان ب10 إذاعياً و7 تلفزيونياً، والإمارات ب9 إذاعياً و6 تلفزيونياً، والجزائر ب 4 أعمال إذاعية. وتشارك الكويت ب 6 أعمال إذاعية و12 تلفزيونية، وليبيا ب 4 أعمال تلفزيونية، و فلسطين ب10 أعمال تلفزيونية، ولبنان ب16 عملاً إذاعياً، و16 عملاً تلفزيونياً والبحرين ب9 أعمال إذاعية و6 تلفزيونية، واليمن بعمل إذاعي. وتشارك عُمان ب7 أعمال إذاعية، و قطر ب6 أعمال إذاعية، و5 أعمال تلفزيونية، والعراق ب6 أعمال تلفزيونية، وعملين إذاعيين. وسيكرم المهرجان الإعلاميين المصريين محمود سلطان ونجوى أبوالنجا وعواطف البدري ونادية صالح ومصطفى محمود. ومن الفنانين المكرمين صفاء أبو السعود وسمير صبري والمنتصر بالله، والراحلين السيد راضي، وشوقي شامخ، إضافة إلى العضو المنتدب للشركة المصرية للأقمار الاصطناعية «نايل سات» المهندس صلاح حمزة، والصحافيين: محمود فوزي، ورجاء النقاش وعصام بصيلة. ومن الفنانين والإعلاميين العرب: الإعلامية اللبنانية يمن الأخوي، والفنان السوري محمد مظهر، والمخرج السعودي عبدالله المحيسن، وخبير الإعلام السوداني صلاح الدين الفاضل، والإعلامي البحريني حسن كمال، ووزير الإعلام الأردني السابق صالح القلاب، والتونسي رؤوف بعيش، والإعلامي الكويتي حافظ عبد الرازق، فضلاً عن الكاتب السوداني الراحل الطيب صالح، والشاعر الراحل محمود درويش. وبعد اختيار السعودية العام الماضي ضيف شرف المهرجان، تحل الإمارات ضيف شرف هذه الدورة. اما أهم ما يميز المهرجان ويعد استفادة كبيرة للمهتمين في الشأن الإعلامي فالندوات التي تقام على هامشه، إذ أشار أمين لجنة الإعلام في المهرجان عبد اللطيف المناوي إلى أن ندوات هذا العام وضعت عناوينها ومحاورها الأساسية قبل المهرجان بفترة كافية. وستناقش الندوات قضايا إعلامية طرحت على الساحة خلال الأشهر الماضية منها «الحرب على غزة ومسؤولية الإعلام» والتغطية الإعلامية للانتخابات»، و «أزمة البث الفضائي للمباريات الرياضية» و«عصر ما بعد التلفزيون» و «قضية الدراما التلفزيونية والإذاعية وصياغة العقل العربي» و«كعكة الإعلانات بين المشاهد والقنوات والمعلن». ويشارك في الندوات عدد من الإعلاميين المصريين والعرب والأجانب مثل رئيس قناة «العربية» عبد الرحمن الراشد وأستاذ العلاقات الدولية في واشنطن إدموند غريب وناشر «إيلاف» عثمان العمير والوزير اللبناني السابق باسم السبع، وعدد آخر من الإعلاميين العرب العاملين في مجال الصحافة والتلفزيون. وعلى رغم الملاحظات الكثيرة على أداء مهرجان الإعلام العربي، فإنه يعد الأبرز والأشهر في العالم العربي، وما ينقصه هو التنظيم الجيد وتحديد الاستراتيجيات والأهداف بعناية مع تطبيقها بحرفية وأمانة لأن النيات الحسنة وحدها لا تكفي.