مع تسلمه منصب رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي بدلاً من بيني غانتس، توقعت القيادتان السياسية والعسكرية في إسرائيل أن تشهد ولاية غادي آيزنكوت مزيداً من التوتر والتحديات، بما يفوق ولاية سلفه التي شهدت ثلاث عمليات عسكرية ضد غزة ووضعاً جديداً عند الحدود السورية التي كانت تعتبر أكثر المناطق هدوءاً منذ عام 1967. وتسلم آيزنكوت اليوم (الإثنين) رئاسة أركان الجيش في حضور القيادتين السياسية والعسكرية، واعتبر في كلمة أن "إسرائيل في خضم فترة متوترة حافلة بالتحديات، ما يلزمها بالعمل الحازم والذكي والمتروي لردع الأعداء ولإبعاد خطر الحرب". وخلال احتفال التسلم والتسليم، لمح رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو إلى عمليات نفذت تحت إشراف غانتس غير معروفة بعد، متفاخراً بأنه أدارها بصورة ناجحة. وتوقع ألّا ينعم آيزنكوت بأي فترة هدوء، مرجحاً أن تكون ولايته أصعب، وقال: "الأقوياء وحدهم صامدون في الشرق الأوسط المضطرب، فيما تهرول إيران لملء الفراغ الناجم عن انهيار بعض الدول وتسعى إلى الحصول على السلاح النووي". وأكمل وزير الدفاع موشيه يعالون حفلة التفاخر بالجيش، واصفاً إياه ب "القوي والنوعي والمتقدم والقادر على التصدي لمخططات الأعداء الخبيثة". وعبر عن ثقته بقدرة آيزنكوت "على التعامل مع التحديات الهائلة التي تواجهه". وحذّر غانتس، قيادة "حماس" من مغبة تصعيد الأوضاع الأمنية وجر إسرائيل إلى معركة في قطاع غزة، محذراً الحركة الإسلامية من أنها ستدفع ثمنها غالياً. أما بالنسبة إلى الأوضاع عند الحدود السورية فقال أن "حزب الله وإيران يبذلان أقصى الجهود لمنع انهيار النظام السوري، كونه ركناً رئيسياً في محور التطرف الذي تقوده طهران". وأضاف أن "امتلاك إيران سلاحاً نووياً سيشكل تحدياً لأمن إسرائيل والعالم". ولد آيزنكوت في مدينة طبريا عام 1960 لعائلة يهودية مغربية، وأمضى معظم سنوات حياته العسكرية في محاربة "حزب الله" في جنوبلبنان. تدرج في المناصب العسكرية وتقلد مهمات عدة في سلاح المشاة، بعد انضمامه إلى الجيش في إطار وحدة "غولاني" للقوات الخاصة في 1978، وما لبث أن تولى قيادتها. وفي عام 1982 قتل معظم جنود كتيبة كان يقودها في حرب اجتياح لبنان. عين في عام 1999 سكرتيراً عسكرياً لرئيس الحكومة السابق إيهود باراك، وواصل شغل هذا المنصب خلال ولاية آرييل شارون الأولى من 2001 إلى 2003، قبل أن يعين قائداً للمنطقة العسكرية الوسطى التي تشمل الضفة الغربية في خضم الانتفاضة الثانية. وخلال العدوان الإسرائيلي على لبنان في 2006، تولى آيزنكوت قيادة قسم العمليات الخاصة، وعين في نهاية الحرب قائداً للواء الشمال، قبل أن يرقى إلى نائب رئيس هيئة الأركان في 2013. وتوقعت تقارير إسرائيلية أن تشهد ولاية آيزنكوت تصعيداً أمنياً على الجبهتين الشمالية والجنوبية، وأن يزداد التوتر في الساحة الفلسطينية، وأنه سيكون مضطراً منذ يومه الأول في منصبه إلى مواجهة عدم التوازن وإعداد الجيش في شكل أفضل للحرب، وأن يقوم بذلك مع عدد أقل من الجنود وموازنة أصغر.